وَهَلْ أَبْلُغَ مِنَ الْدَّمِ قُرْبَانا؟

(1)
قديماً ، كانت تُذبح الذبائح من الأنعام والإبل حُباً وقُرباناً لصنم يسمى آله معبود. لم يعرف من ذبح بأن الصنم لا حول له ولا قوه ولا يهتم بما قد قُدم له من ذبيحة و عطية. ولكن الذابح آمن بذلك الصنم وتقرّب إليه طوعاً غير كاره. أنفق كل ما إدخره من أجل صنم نحته وخلقه هو بيديه. إنه الإيمان بأى شئ ومن أجل شئ. عندما آمن سيدنا إبراهيم بأن رؤياه هى أمر الهى لا يقبل الجدال والفصال، همّ بذبح ولده إسماعيل. وعندما آمن سيدنا إسماعيل بأن ما يقوم به أبيه هو الحق، لم يجادل أبيه عندما أتله للجبين وقال له " يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِينَ
(2)
هكذا حالنا يا أرض بلادى، فستدجدينا إن شاء الله من الصابرين. آمنا بك من غير سؤال أو جدال. عرفنا أنك الحق الذى طال إنتظاره. رُفعت رؤسنا فى السموات العُلى بهتاف تقشعر له الأبدان والجلود " إرفع راسك فوق أنت مصر" تغيرت الأحوال وأصبحت الأغانى الوطنيه التى طالما سخرنا منها وسأمناها أقل بقليل عما يجوب بداخلنا تجاه وطن .هذا الوطن الذى هجرة من هجر وهرب منه من هرب ويأس الكثير من أبنائه فى تعريفه.
أهو أرض؟ سماء؟ كرامه؟ إهانه؟ ظُلم؟ عدل؟ جيران؟ حال؟ حالة؟ تجربه؟ حب؟ ذكرى؟ ماضى ؟ حاضر؟ مستقبل؟ دمعه؟ إبتسامه؟ عيش؟ حياه؟ موت؟ أم مجرد قبر فى نهاية المطاف؟ فلتذهب التعاريف إلى الججيم فلقد رضينا بها وتعايشنا معها
(3)
قدمنا لك القرابين من دماء طاهره لشاب لم ير الحياة بعد. ملأو سجونك بمن يحبونك وأطلقو العنان لمن يخونك. آمنا بك ولم نر منك حباً. وانت من فضلتى علينا من آمنت ألسنتهم وكفرت بك قلوبهم. سرقك مجلس عجوز مثلما سرقك من قبل كذّاب أشْر. يتسلق عليك جراثيم تهوى السُلطه وأحزاب أسطوريه لا علاقة لها بما نحب ونهوى. فماذا بعد الدم  قرباناً؟ إن كان هناك أغلى من الروح والحياه، فنحن عليه لباحثين. بيعى فينا وإشترى .. قدمى لنا الشئ ونقيضه ..قابلى الحب كره ..والحياة رصاص. فلن نعبد ما ينحتون

2 comments:

Ahmed said...

متألق يا رأفت... فعلا جميلة جدا ومش مجاملة !!

raafatology said...

الجميل يرى كل شئ جميل يا بكر:)