رَقِم تَلِيْفُوْن آَخَر

قمت بتغير رقم تليفونى مؤخراً وحصلت على رقم آخر. الرقم الجديد كان يخُص شخصاً إسمه جونى. وما أدراك ما جونى، لقد عرفت الكثير عن الرجل من خلال المكالمات والرسائل النصيه التى كانت تصيبينى أحياناً بالذهول وأحياناً أخرى بالرعب الشديد .جونى كان كائن ليلى النزعه مُظلم الطباع حيث أن معظم مكالماته وإتصالته كانت تأتى فى الثُلث الأخير من الليل
آمنت أن جونى كان يشغل منصباً من تلك المناصب أو جميعها فى آن واحد: حرامى أو فى المافيا أو على الأقل قاتل بالأجر. كانت هناك رسائل عجيبه غريبه صعبة الفهم من عينة :
" جونى : فى شغلانه 5 ساعات بس مش هيدفعوا أكثر من 10آلاف دولار. كلمنى"
"جونى : قابلنى فى المطار الساعه 3 الصبح. نفس المكان"
"جونى: مفيش حاجه وصلت. حاول متظهرش اليومين دول"
مكالمات جونى كانت جميعها من أرقام خارج الولايه وبعض منها كانت دوليه . كان هناك مكالمات لا تُحصى من نساء ذوات أصوات ولهجات مختلفه! بعضها كانت عتاب على الفراق والآخر تهديداً ووعيداً.  وعندما كنت أرد عليهن ناكراً وجود جونى وشارحاً أن هذا رقم جديد قد حصلت عليه منذ أيام، كانوا يتهمونى بالكذب ومحاولة إخفاء جونى
الحق أقول أنى قد أعجبت بجونى هذا وأصبح بالنسبة لى بطل أسطورى فى عصر طغت عليه الواقعيه القبيحه والمعادلات المستحيله التحقيق والنوال. فحتى الشئ الخيالى الجميل الذى حصلت عليه منذ بضعة شهور فى أواخر شهر مايو الماضى بالتحديد قد ذهب ووليّ وأصبح واقع مرير لا أستطع أن أذكرة ولو حتى فى خيالى
من هو جونى الذى قهر قلوب العديد من النساء؟ من هو جونى المجرم الذى قرر فجأه إلغاء رقم تليفونه والإختفاء عن العيون التى بكى بعضها بدموع مخلوطه بكُحل اسمر من سُهد الفراق أوالعيون الاخرى التى  لا تنام وتبغى منه الثأر والإنتقام
تمتعت بالرد على مكالمات جونى والتلميح من وقت للأخر بأنى صديق حميم له آمالا أن يعرض على أحداً وظيفة العشرة آلاف دولار أو أن تطلب إحدى الفاتنات الوصل بعد  الهجران.
إستمرت هذه المغامره لمدة أسبوع، حتى جائت تلك المكالمة التى كنت دوماً أخشاها. رن التليفون فى منتصف الليل تقريبا وكان ذلك مبكرا بالنسبة لمكالمات جونى، رددت على التليفون آمالا أن تكون فاتنه من الفاتنات ولكن كان على الطرف الآخر صوت كريهه قبيح غليظ مهددا جونى بالقتل فى أقرب فرصه إذا لم يدفع ما علية من دين. أقسمت له بأغلظ الأيمان إنى لا أعرف المدعو جونى وأن هذا الرقم قد حصلت عليه منذ أسبوع أو يزيد. ضحك الرجل قائلا: محاوله جيده! أغلقت التليفون الملعون وجلست منتظرا النهار وبرائته حتى أتصل بشركة التليفون راجياً تغير الرقم أو إغلاق الخط!
هكذا أخذنى رقم تليفون جونى إلى عالم خيالى ملئ بالقتل والمال والنساء والمغامرات . فكرت قليلا فى جونى ونسائه ومامصيرهم الآن. وفكرت أيضا فى ذلك الشخص التعس الذي سيرث هذا الرقم من بعدى. ولكنى إبتسمت فجأه عندما تذكرت أنى الآن أملك رقم آخر جديد ومغامرات أخرى جديده.

No comments: