البرنامج الإنتخابى للشسخ حازم صلاح ابو اسماعيل




وضوح الرؤية و تجويد روابط الدولة

الدولة التي ليس لها رؤية ليست بدولة, و الدولة التي لا توقر تخصص كل مؤسسة و تبني عليه و تعتمده ليست بدولة, و الدولة التي لا تجوِّد مرونة الروابط و الوصلات بين كل مؤسسة بها و باقي المؤسسات ليُخدِّم بعضها على بعض تمارس غيبوبة لا ترفعها إلا إلى الحضيض و الدولة التي ليس لها سياسة مؤسسية ليبذل فيها أهل التخصص العميق طاقة جهدهم لجودة التصور و تحل محل ذلك تعليمات فرد و رؤية أٌحادية سواء وزيراً أو رئيس هي دولة عمياء ليس لها أعين و دولة تحل الجهات الخارجية و الدولية – بأغراضهم - محل أبنائها في رسم سياساتها حتى تزول تخوفاتها هي دولة خائنة ,وشعب مصر لن يكون هذا الشعب الذي يجعل حاكمه المرتضى من نوعية من يعيد هذا المجال المهين إما غفلة و فشلاَ,أوعن قصد و تبييت لمصلحة هنا أو هناك.

الإهتمام بالفقراء ودعم الأغنياء

الفقراء و الضعفاء هم بوصلة السياسات -إن كنا صادقين- و شعورهم بوفرة الكرامة و التوفير رغم فقرهم أوجب حتى من مجرد تلبية مطالبهم فحسب , فإن كرامة الفقير شرط لشرف المجتمع فما لم تكن موجودة كان المجتمع كله فاقد الشرف و ليس معنى هذا أن نحملهم على الأغنياء و نجلدهم بهم وإنما هناك دولة هي المطالبة بأن تكون دولة بالفعل مسئولة عن مسئوليتها و حارسة لضعفائها و يظلأصحاب المال, لا نفشِّل مشروعاتهم و لا نشعر الفقراء بالانكسار و الذل أمامهم لفضل منهم عليهم و ليس الأغنياء نواباً عن الدولة في تحمل المطالب بل الدولة ترعاهم جميعاً و ترعى مقاييس النجاح لأعمالهم و حقوقهم في مجتمع ينطق بالوئام و التواد و الحب و الرويو العطف و الرفق و الدعاء بين أفراده أجمعين متحابين متآزرين .

تعظيم قدر الجيش

جيش مصر جيش عظيم و قد آن الأوان أن يشهد العصر الذهبي لتقدير الشعب له و علاقة الدولة به بعد أن تعرض طوال عمره للظلم من السطة السياسية التي كانت تظلمه لتفتدي به انكشاف جرمها مرة في حرب 48 و أخرى 56 و ثالثة 67 و تحاكمهوهي تعلم أنها جرائم السلطة و أن الجيش مجني عليه و تدفع به في المهالك وقودا لطموحات شخص ,أو خيانة آخر, أو طغيان ثالث مرة في حرب اليمن ,و أخرى في حرب الخليج و ثالثة لمواجهة المظاهرات و تفسد العلاقة بينه و بين الشعب و تفسد سمعته لقضايا كانحراف المخابرات و ممارسات السجن الحربي و ما كل ذلك إلا انحرافات للسلطة , و اليوم يجب أن نعاهد الله على عصر ذهبي من علاقة الدولة بالجيش و توقيره و حب الشعب له باستقامته و صلاحه و اخلاصه , فهم الذين يعدون النفس لبذل الأرواح و الأعناق و الدماء فداء لعزة الوطن , و نحن من لايغيب عنهم أن الرباط و الجهاد إنما هو ذروةسنام الإسلام وليست كأي منزلة دونه, الجيش ليس من يصنع الخبزو توزع عليه المراوح , بل يجب أن تُشعر كل فرد بأنهالأجلاء المقرون المرابطون .

شراكة الناس في قيادة الدولة

لن يكون همنا أن نضع نحن السياسات المادية فحسب و نهمل الناس و نتركهم على حالهم فذلك قمة الفشل و إنما النجاح أن الناس هذه دولتهم جميعا يشتركون معا جميعاً في وضعها كفاعل لا كمفعول به و ليس أن نعمل نحن ماديا بينما نقصيهم عن الأداء و إنما الذي علينا غدا أن نصنع البشر و هم يصنعون معا جميعا مجد البلاد فالفارق بين أن تعمل الأمة كلها معا يداَ بيد وبين أن تعمل نخبة حاكمة فقط و الناس مجرد متلق أو مشاهد فالفارق شاسع , و صناعة البشر ليست بالتعليم فقط, و إنما بمنظومة كاملة لصنع النموذج البشري الناجح الفاهم المتقن المستقيم يجري تنسيقها و بكل العناية بين مناهج التعليم و الإعلام و دور الثقافة والتربية والأزهر والأوقاف و الهيئاتالنظامية كالجيش و الشرطة و المؤسسات الإجتماعية للأيتام و غيرهم و من يوجهون الفرق الرياضية من مدربين و إداريين في النوادي والساحات و مراكز الشباب و الجهات الاجتماعية ....إلخ , منظومة كل من فيها يعرف دوره و دور باقي المؤسسات ليعرف أي مجد بشري نريد أن نبنيه جميعاً و هذا هو دورنا الأول بكل تأكيد و ثقة به تماماٌ .

بناء الفرد لبناء الوطن

لا شرف لحاكم لا يستهدف تخليص الناس اليوم من انكسارهم و طأطأة رؤوسهم و بحثهم عن ظهر يسندهم يتزلفون إليه و يذلون بين يديه و إلا فإنهم يهانون على أبواب المصالح الحكومية لأنهم لا ظهر لهم و يخافون من أصغر رجل شرطة لا يأمنون ما يفعل بهم و يخافون أي احتكاك مع شخص له معارف أو صلة بذي سلطان و يبتلعون الإهانة لأنهم لا يضمنون النتائج إن ثاروا عليها , فيعيش الإنسان في بلده كسير النفس أسيف البال, متجرعا للذل,متعايشاً معه , و مثل هذا الإنسان لا يمكن أن يبني مجداً, و لا يشعر بانتماء بالمرة فإنه بناء النفس بعد تهدمها شرط لبناء الوطن و لن يبنى منهدم وطنه , لذلك دورنا اليوم أن نوجد الباني قبل أن يوجد البناء, و أن نرد للصانع كرامته و ذاته قبل أن نطالبه بالصنعة , و هذا اليوم دورنا الموثوق "تحرير الناس من خوفهم" . مجتمع بلا خوف و بلا انكسار يجعل الناس شركاء لا أسرى و الأمل في الله ملء مابين السموات و الأرض أن تضيع لحظة الأمل من بين أيدينا .

التحرر من الأسر

لقد كنا جميعاً أسرى و سنظل أسرى مالم نفهم أننا نغتنم اللحظة الفاصلة لتحرير أنفسنا , فنحن أمة حظروا عليها كافة إمكاناتها المتواجدة بالفعل في يدها حتى تظل أسيرة كسيرة . حظروا علينا عمليا استثمارات الطاقة الشمسية و طاقة الرياح و الطاقة النووية و أبحاث مضاعفة إنتاج القمح و حظروا علينا العلاقة بالسودان لزراعتها و حظروا الأبحاث على التربة في سيناء و حظروا زراعة الصحراء الغربية التي تكفي لإطعام الشعب قرنا من الزمان و زراعة سيناء رغم صلاحية تربتها لمياهها الجوفية , بل حظروا على ما تصل إليه مراكز الأبحاث في مصر من روائع أن يطبق على أرض الواقع فرضا للتخلف علينا قسراً , و كل ذلك و غيره إنما هو بأيدينا بالفعل ولا يبقى إلا عزيمة هائلة و طاقة راسخة و بقاء حقيقي في الهدف لا تلوثه علاقات أجنبية و لا مصالح داخلية , إنني أهتف بكم اليوم بأعلى صوت أستطيعه , إن تحرير الوطن من الأسر هو مَهمة الوقت فاحتشدوا لها و لا تفلتوا اللحظة الفاصلة بوهم من هنا أو هناك .

الرؤية الشاملة للدولة

نريد أن نصنع دولة حديثة تبلغ الندَية مع دول العالم الحديث وتدار كدولة حقيقية توقر تخصص كل مؤسسة و تتكامل مؤسساتها في مرونة تواصل رائعة بينها, دولة الضعيف فيها موقَر, موفور الكرامة, له منزلته في عطف الحاكم وقلبه , لا تمن على أحد وهي تلبي احتياجاته بل توقن أن هذا حقهم و أنهم دائماً كرام أعزة لا يتسولون حقوقهم و أنهم بوصلة السياسات فيها دولة عدالة مشهودة و تراحم و ترفق يكون فرحة لتاريخنا , دولة نظيفة لا ترتكب المحرمات ولا تكتوي بالإنحرافات تؤمن بربها و لاتكفر نعمه, ليس فيها أحد منكسر أو خائف , دولة صحة المقاييس بلا عوج , دولة تعرف كيف تحرر الشعب من الأغلال و القيود التي تكبلهم حتى يحسن الإنطلاق حراً متفاعلاً إلى آفاق من المجد السحيق ,نريد حكماً نختاره نحن لا حكماً يختارونه لنا مرة أخرى , نريد عزة نتعامل بها و حكمة تؤمِن ظهورنا ,لا تبعية نعود إليها بخطي كبيرة . " اللهم حقق آمالنا في فضلك العظيم ".


No comments: