ما هو دور الحكومة وعلاقتها بالمواطن في رأي أحمد فتحي زغلول باشا - شقيق سعد زغلول



وقد وصف الحالة التي صار إِليها الإنسان الشرقي الأستاذ أحمد فتحي زغلول باشا بقوله: 


"....ضعفنا حتى أصبحنا نرجو كل شيء من الحكومة، فهي التي نطالبها بحفظ حياتنا، وخصب أرضنا، وترويج تجارتنا، وتحسين صناعتنا، هي التي نطلب منها أن تربي الأبناءَ، وتطعم الفقراء، وترزق العجزة، وتنفي أسباب البطالة، وتحفظ الأخلاق، وتلم شعث العائلات، وتجمع أشتات القلوب، هي التي نطالبها بتعويض ما نقص من إِرادتنا، وتقويم ما اعوجَّ من سيرنا وسيرتنا، وردِّ هجمات المزاحمين عنا، والسهر على مصالح كل واحد منا؛ فإِذا تأخرنا في عمل من تلك الأعمال بإِهمالنا رميناها بسوء الإِدارة، واتهمناها بحب الأثرة، وألقينا عليها تَبِعة خمولنا كلَّها، لا ريب أننا بهذا الزعم قد ضَلَلْنا السبيل؛ فإِنما الحكومة وازع لا يكلَّف إِلا ما اقتضته طبيعته، وشأن  الحكومات في الأمم تأييد النظام، وحفظ الأمن، وإِقامة العدل، وتسهيل سبل الزراعة، ومعاهدة بعضهم بعضًا على ما يضمن حرية التجارة، ويشجع أهل الصنائع والحِرف كما تقتضيه المصالح  المشتركة، وعلى قدْر ما تسمح به الممكنات، وبالجملة، فالحكومة وازع عام لا واجب عليه إِلا الأمر العام مما يدخل تحته جميع الناس، ولا ينفرد بالاستفادة منه واحد بخصوصه، وعلى الأُمة بعد ذلك أن تستفيد من هذا النظام، وتنتهز فرصة الأمن والطمأنينة لتسعى وراء منافعها، وتطلب الكمال في زراعتها وصناعتها وتجارتها، وفي نشر المعارف وإِحياء العلوم، وفي أداء الواجب  والمحافظة على الحقوق، وهذا هو الذي أهملناه حتى أضعناه.”


- آراء حرة

طه حسين ومحمد كرد علي وعلي مصطفى مشرفة.

-------------------------------------------------------------

من ويكيبيديا فلا تثق بصحة هذه المعلومات مائة في المائة:

كان بين أحمد فتحي زغلول والورد كرومر المعتمد السامي البريطاني في مصر علاقة قوية، وقد شارك كقاض في محكمة دنشواي سنة 1324هـ الموافق 1906م والتي قضت بإعدام عدد من الفلاحين أمام أهليهم، وهو ما هز الوجدان الشعبي المصري، وكان هو الذي صاغ حيثيات الحكم، وكان لهذه الحادثة المؤلمة أثرها القاتم على تاريخه وسيرته وأعماله، وإذا ذكر اسمه اقترن بما ارتكبه في دنشواي.

بين مايا خليفة ولوري طالبة الحقوق التي تعمل في الدعارة ودكتورة براغ راقصة نادي العراة





مايا خلفيفة في طريقها للجلوس على طاولة اللقاء في أكسفورد


بمناسبة إلقاء - ممثلة أفلام البورنو المعتزلة - مايا خليفة محاضرة على طلبة أوكسفورد ورد فعل البعض  من حفاوة أوإستنكار 

——

في مسلسل the west wing قدم الكاتب (أرون سوركين) شخصية (لوري) فتاة تعمل (عاهرة) prostitute لكن في مستوى راقي. أي أنها لا تقف على نواصي الطرقات لاصطياد الزبائن. كانت تقوم أحيانا بمجرد الظهور في موعد مع أي شخص يحتاج فتاة  جميلة لحضور حدث ما مثل افتتاح فيلم أو متحف أو حفلة. هذاب الإضافة  طبعا إلى العلاقات الجنسية مدفوعة الأجر لكن مع شخصيات هامة ترغب في السرية.


الصحفي يأخذ صور ل سام ولوري في أحد لقائتهما

 ترتاد (لوري) إلى البارات والمطاعم الراقية في واشنطن العاصمة حيث الساسة وصفوة المجتمع. تعرفت في أحد المرات علي (سام سيبورن) الذي يعمل في البيت الأبيض مستشارًا سياسيا للرئيس. تعرف (سام )على (لوري) التي كانت تدرس القانون في جامعة جورج واشنطن! وكانت تصرف على نفسها وتعليمها غالي التكاليف من عملها. ولم يعرف سام أنها تعمل في الدعارة الراقية إلا بعد أن تتبع صحفي في الواشنطن بوست خطواتهما وكتب تقرير كبير عن مستشار الرئيس الذي يواعد فتاة دعارة! عندما انتشر الخبر صارحت الفتاة سام بعملها ولماذا تقوم به وانتهت علاقتهما، لكنه قابلها بعد شهور تحضر أحد حفلات الكونجرس مع عضو من أعضائه!


مشهد لقاء سام في أحد حفلات الكونجرس التي جاءت بصحبة أحد أعضائه


بعد ١٠ سنوات من عرض هذا المسلسل الجميل، ذهبت إلى براغ في زيارة عمل للترتيب للافتتاح الأول لفيلم شهير. بعد العمل كنا نذهب إلى المطاعم والبارات. ومن زار مدينة  براغ يعرف كثرة أماكن نوادي رقص العراة وتنوعها من أول الرقص، المساج إلي العلاقة الكاملة. التقينا في أحد البارات بفتاة راقصة من روسيا البيضاء. جلست الراقصة معنا وكانت حكايتها تشبه حكاية فتاة المسلسل مع الفارق أنها تدرس الطب! تأتي إلى براغ في فصل الصيف والأجازات وتعمل في نادي من نوادي العراة الصيف كله وتعود إلى الجامعة في فصل الخريف!

معلومات عن المنطقة الحمراء في مدينة براغ  في هذا اللينك 

لا أدري سبب دخول مايا خليفة إلى صناعة البورنو ولكني قرأت لها بعض التصريحات القديمة من أنها لم تجمع من هذه المهنة المهينة سوى ٦٠ ألف دولار، وهذا رقم ضعيف جدًا مقارنة بوظائف أخرى.

يعقد الإنسان صفقات خاسرة في بعض الأحيان.. يقع ثم يقف. والإنسان القوي هو الذي يتعلم من أخطائه وتطور أفكاره ويتسع أفق تفكيره.

لم أسمع نص خطاب مايا خليفة في أوكسفورد، لكن يجب أن تحثنا هذه المواقف وتشجعنا على التفكيروالتعلم من تجارب الأخريين. لا يجوز الحكم على اختيارات الغير طالما لم نمر بنفس تجربتهم في نفس الظروف.

والإنسان في نهاية الأمر حر. لك أن ترفض تقديم مايا خلفية على أنها ناشطة نسوية ولك أن تقبل أيضًا. المهم ألا نحجر على  فرصتها في الكلام وفرصتك أنت أيضا في التفكير!

ضحكَةَ أُمِّهَا

 


بعد شهور من الصدمة ومحاولة فهم كيف تموت الأمهات. نعم.. مجرد الفهم لا التقبل. فهي رفضت قبول هذا الرحيل.. على الأقل في الوقت الراهن. تنتظر ما يقولونه عن الزمن وفعل النسيان. تُقسم أشياء أمها في صناديق ومجموعات تحتفظ ببعضها وتتبرع بالكثير. مع كل قطعة ملابس، حذاء، اكسسوارات، كانت تستدعي ذكرى وتبتسم. المهمة التي المفروض أن تستغرق عشر دقائق، أخذت أكثر من ساعة. تجلس على طرف السرير وفي يدها قطعة ملابس. تشم فيها رائحة أمها. للأمهات رائحة مميزة مكتسبة من الجدّات حتى وإن اختلفت الرائحة. انتهت في بداية المساء.. فتحت شباك الغرفة أملا في الخلاص من رائحة الموت ولزوجة الفراق. عندما ملأت صدرها بهواء الشتاء البارد، وقع نظرها على صورة قابعة على طاولة صغيرة بجوار السرير تتوسط الكثير من علب الأدوية التي نست أن تضعها مع الأدوية التي ستتخلص منها. تضحك أمها في الصورة وهي تضع ذراعها على كتفها. عادت مرة أخرى إلى حرف السرير الذي لا زال يحمل شكل ودفئ مؤخرتها . رأت في الصورة تفاصيل الضحكة لكنها لم تسمعها. اعتدلت في جلستها وتمللت محاولة مرة أخرى أن تستدعي من مقاعد الذاكرة نغمات هذه السعادة التي نطلقها عند الفرح. راحت تبكي.. تبكي ليس لأنها لم تبك عندما ماتت أمها، بل تبكي لأنها لا تتذكر صوت ضحكة أمها


مقابلة ملفقة: حوار جون أوبديك مع باريس رفيو في ١٩٦٧ (حوار مترجم)

 

نُشر هذا الحوار في باريس ريفيو
ترجمة: رأفت رحيم
---------------------------------

في عام 1966، عندما طلب من (جون أوبديك) لأول مرة إجراء مقابلة مع مجلة "باريس ريفيو"، رفض قائلا: "ربما كتبت خيالا لأن كل شيء تم التعبير عنه بشكل لا لبس فيه يبدو فظا إلى حد ما بالنسبة لي. وعندما يكون الموضوع هو أنا، أريد أن أسخر وأبكي. أيضا، ليس لدي الكثير لأخبر المحاورين. القليل الذي تعلمته عن الحياة وفن الخيال الذي أحاول التعبير عنه في عملي".

في العام التالي، تم قبول طلب ثان، لكن خوف (أوبديك) تسبب في مزيد من التأخير. هل ينبغي أن يكون هناك اجتماع يعقبه تبادل للأسئلة والأجوبة المكتوبة، أم ينبغي عكس هذا الإجراء؟ هل تحتاج إلى عقد أي اجتماع على الإطلاق؟ (يخشى أوبديك أن يصبح، ولو للحظة، "مونولوج آخر فارغ " في النهاية، خلال صيف عام 1967، تم تقديم أسئلة مكتوبة إليه، وبعد ذلك، تمت مقابلته في "مارثا فينيارد"، حيث يأخذ هو وعائلته إجازتهم. 

كشفت النظرة الأولى ل (أوبديك) عن دهشة من النمط الذي ظهر عليه كاتب بهذه الحرفة والحساسية. بعد أن سار في الشارع الرئيسي الضيق في "إدغارتاون"، ظهر الكاتب من سيارة كورفير قديمة - حافي القدمين وشعر أشعث مثل شاب صغير، يرتدي شورت كاكي وبلوفر

(أوبديك) هو متحدث بطلاقة، ولكن من الواضح أنه ليس الشخص الذي يتوقع منه أن يتحدث لملأ المسافة بين الأخرين وبين حياته الداخلية. لذلك، كانت المرحلة الأخيرة من هذه المقابلة هي مراجعته للتعليقات المنطوقة لجعلها تتماشى مع أسلوب إجاباته المكتوبة. والنتيجة هي مقابلة ملفقة - بطريقتها المتواضعة، عمل فني، وبالتالي مناسبة لرجل يعتقد أن الفن فقط هو الذي يمكنه تتبع الفروق الدقيقة في التجربة.


المحاور
لقد تعاملت مع سنواتك الأولى بشكل خيالي وناقشتها في المقابلات، لكنك لم تقل الكثير عن وقتك في جامعة هارفارد. أتساءل ما هو التأثير الذي تعتقد أنه كان لهذا الوقت؟

أوبديك
بمجرد أن تجاوزت انحناءات الضغط في السنة الأولى، كان وقتي في جامعة هارفارد، شاعريا بما فيه الكفاية، وكما يقولون، كان ناجحا. لكنني شعرت تجاه تلك السنوات، بينما كانت تحدث، بالاستياء الذي يجب أن تشعر به اليرقة بينما تتحرك خلاياها الجسدية في كل مكان لجعلها فراشة. أتذكر وهج نوافذ متحف الضباب، وزوجة المستقبل التي تدفع دراجتها الغنائية عبر الفناء الثلجي، ورائحة المجلات القديمة الرطبة التي نشأت من قبو مجلة The Lampoon وضربت أنفك عندما دخلت البهو، والعديد من الاكتشافات الممتعة في الفصول الدراسية - كل ذلك مسكون، على الرغم من معرفة العديد من الآخرين الذين مروا بهذه الطريقة، وشعرت بالمجد الموقر لكل ذلك أكثر حرصا مني، وكتبت عنه بما فيه الكفاية. كل ما يبدو أنني قادر على الحفاظ عليه من تجربة هارفارد هو في قصة قصيرة واحدة، "رفقاء السكن المسيحيون". كانت هناك واحدة أخرى، "تحية لبول كلي"، الذي طبعت في مجلة (ليبرال كونتست) السياق الليبرالي ولكن ليس في كتاب. فوكسي ويتمان، في(الأزواج) (بطلة رواية الأزواج التي كتبها أبديك)، تتذكر بعض الأشياء التي أقوم بها. مثلي، تشعر بأنها مخدوعة بشكل غامض، وهادئة، من خلال عملية أن تصبح لطيفة. أنا لا أثق، ربما، أماكن مقدسة، بخير جدا. هارفارد لديها ما يكفي من المديح بدوني

المحاور
هل تعلمت الكثير من الكتابة أثناء الكتابة لمجلة Lampoon؟

أوبديك
Lampoon كانت لطيفا جدا معي. لقد أُعطيت، إلى جانب الملذات الدافئة للتضامن مع النادي، تفويضا مطلقا بخصوص المجلة - لقد بدأت كرسام كاريكاتير، وقمت بالكثير من الشعر الخفيف، والمزيد والمزيد من النثر. كان هناك دائما الكثير من المساحة لملئها. أيضا، لدي ضعف رومانسي تجاه الهجاء والسخرية - أطلقنا على أنفسنا، المصطلح نفسه الساخرون. كان تخصصي هو النكات الصينية. حفلة عيد ميلاد صغيرة، والأطفال يغنون لمركز الاهتمام الخجول، "عيد ميلاد سعيد، تو يوtu yu instead of to you." أو يستمع أحد الحمقى(coolies) إلى محرض ويسأل كل منهما الآخر، "لماذا لا نعمل مقابل أجور coolie wages؟" (*) أو - رسم كاريكاتوري آخر - أميرة خرافية في برج، شعرها معلق على الأرض ومكتوب عليه fire exit مخرج الحرائق.  وأتذكر) بينك يونغ(، وهو الآن كاهن أسقفي، يخطط رسميا، وحذاءه الرياضي الممزق على المكتب، كيف يسرق سفينة حربية من ميناء بوسطن. ربما، بصفتي يرقة متحولة بشكل غير كامل، كنت ممتنا لصحبة الفراشات الحقيقية.

المحاور
هل تخليت عن الرسم تماما؟ لقد لاحظت أن قصتك الأخيرة “رسالة من أنغيلا" قد قمت برسم الرسوم بنفسك

أوبديك
لطيف منك أن تلاحظ ذلك، لسنوات كنت أرغب في الرسم في مجلة" نيويوركر"، وأخيرا فعلت ذلك. كان طموحي الأول أن أكون رسام رسوم متحركة لوالت ديزني. ثم أردت أن أصبح رسام كاريكاتير في مجلة. تزوجت حديثا، اعتدت أن أرسم ماري والأطفال، وقضيت تلك السنة في مدرسة الفنون، لكنني في الآونة الأخيرة لا أرسم على الإطلاق، ولا أأشخبط حتى في الأوراق جانب الهاتف. إنها خسارة، حزن بالنسبة لي. أنا مهتم بالشعر الملموس، في محاولة ما للعودة إلى صفحة المخطوطة، لاستخدام مساحة الصفحة، والإمكانيات التقنية. كتابي الجديد، قصيدة طويلة تسمى (نقطة المنتصف)، أحاول أن أفعل شيئا من هذا. بما أننا نكتب للعين، فلماذا لا نكتب لها حقا - أعطها متعة؟ الحروف هي في الأصل صور صغيرة، لذلك دعونا نجمع بين الصور المرسومة والصور الفوتوغرافية والكلمات. أعني دمجهما. بقول هذا، أفكر في شخصيات باوند الصينية، وبالطبع "أبولينير". ومن قصائدي الخاصة، "كسارة البندق"، مع كلمة الجوز بالخط العريض، يبدو لي جيدا مثل أجنحة الملاك لجورج هربرت(**). 

المحاور
بعد تخرجك من جامعة هارفارد، عملت ككاتب في مجلة نيويوركر لمدة عامين. ما نوع العمل الذي قمت به؟

أوبديك
كنت كاتبا في قسم (حديث المدينة)، مما يعني أنني قمت بالعمل البدني والمنتج النهائي. وظيفة جيدة. لقد كان عملا مرحا فتح المدينة أمامي. كنت الرجل الذي يذهب إلى ركوب القوارب أو يحضر المعارض الإلكترونية في مُدرّج المؤتمرات ويحاول كتابة قصائد انطباعية عن الأشياء والمحادثات المسموعة.

المحاور
لماذا استقلت؟

أوبديك
بعد عامين شككت في أنني كنت أقوم بالإضافة إلى هذا النوع. عندما أنجبت أنا وزوجتي طفلنا الثاني وكنا بحاجة إلى شقة أكبر، بدا أن أفضل مسار فجأة هو مغادرة المدينة، ومعها الوظيفة. ما زالوا يحتفظون باسمي في ورقة الموظفين، وما زلت أساهم بالملاحظات والتعليقات، وأشعر براحة كبيرة من وجود نوع من المنزل المهني حيث يعتبرونني مؤهلا إلى حد ما. أمريكا بشكل عام لا تتوقع الكفاءة من الكتاّب. أشياء أخرى، نعم. الكفاءة، لا.

المحاور
ما هو شعورك حيال ارتباطك بهذه المجلة لسنوات عديدة؟

أوبديك
سعيد جدا. منذ سن الثانية عشرة عندما أعطتنا عمتي اشتراكا في الكريسماس، بدت لي مجلة نيويوركر أفضل المجلات الممكنة، ولا يزال قبولهم لقصيدة وقصة لي في يونيو من عام 1954 بمثابة اختراق نشوة في حياتي الأدبية. رعايتهم التحريرية وامتنانهم لقطعة من العمل الذي يحبونه لا تضاهى. وأنا أحب التنسيق والشكل - التوقيع في النهاية، والجميع بنفس الحجم، وشكل فونت العنوان، الذي يستحضر العشرينات وبلاد فارس والمستقبل في وقت واحد

المحاور
يبدو أنك تتجنب المجتمع الأدبي. لماذا؟

أوبديك
أنا لا، أليس كذلك؟ ها أنا ذا أتحدث إليك. عندما غادرت نيويورك في عام 1957، غادرت دون ندم المجتمع الأدبي للوكلاء والمحتملين وغير المشاركين. بدا هذا العالم غير مغذي ومتدخل. وصف همنغواي نيويورك الأدبية بأنها زجاجة مليئة بالديدان الشريطية التي تحاول أن تتغذى على بعضها البعض. عندما أكتب، لا أُوجه ذهني نحو نيويورك ولكن نحو بقعة غامضة قليلا إلى الشرق من كانساس. أفكر في الكتب الموجودة على أرفف المكتبات، بدون أغلفتها، وعمرها سنوات، وصبي مراهق ريفي يجدها، ويتحدث إليها. المراجعات، الأكوام من مؤلفات "برينتانو"، هي مجرد عقبات يجب تجاوزها، لوضع الكتب على هذا الرف. على أي حال، في عام 1957، كنت مليئا بشيء من بنسلفانيا أردت أن أقوله، والسكن في  pswich إبسويتش أعطاني المساحة التي أقولها ، والتي أعيش فيها بشكل متواضع ، وأربي أطفالي ، ويكون لدي أصدقاء على أساس ما فعلته شخصيا بدلا من ما فعلته في الطباعة.

المحاور
هل ينزعج جيرانك - الحاضرون في "إبسويتش" ، في الماضي في "شيلينجتون" - عندما يتوهمون أنهم وجدوا أنفسهم في صفحاتك؟

أوبديك
أود أن أقول لا. أنا أثق في الناس لمعرفة الفرق بين الحقيقي والورق، وهم يفعلون ذلك بشكل عام. 

في شيلينغتون كنت بعيدا عن المدينة، وهناك عنصر تشويه أو قمع أكبر مما قد يبدو. هناك عدد قليل من الشخصيات في قصص "أولينجر" التي يمكن أن تشعر بالإهانة عن بعد. لم أكتب الكثير عن إبسويتش  

إلى حد ما من جغرافية المستنقعات في قصة (الأزواج)، ولكن الأزواج أنفسهم هم أكثر أو أقل من البالغين الذين يمكن مواجهتهم في أي مكان في الشرق. المدينة، على الرغم من أنها كانت مذهولة قليلا في البداية من الكتاب، إلا أنها كانت مطمئنة، على ما أعتقد، من خلال قراءته

في الأسبوع التالي لنشرها، عندما كانت صحف بوسطن تصدح بأسلوب التابلويد العالي، وأطلقت "مجلة أتلانتيك" صرخة من التشاؤم الساخط من (ديانا تريلينج)، كان أشخاص مثل عامل محطة الوقود وامرأة غريبة في ملعب الجولف يوقفونني ويقولون لي مجاملة وشيئا مهدئا.

أعمل في وسط المدينة، فوق مطعم، ويمكن رؤيتي وأنا صاعد إلى مكتبي في معظم الصباحات، وأعتقد أن "إبسويتش" تشعر بالأسف إلى حد كبير تجاهي، في محاولة لكسب لقمة العيش في مثل هذا العمل الرتيب غير المربح بشكل واضح. 

أيضا، أنا أشارك في الشؤون المحلية - أنا عضو في لجنة بناء الكنيسة التجمعية ولجنة المدينة الديمقراطية، وبينما كانت ضجة (الأزواج) جارية، فقد تُوّجت بهذا الغلاف ذي الأسنان المتعثرة على (التايم)، كنت أكتب مسابقة ملكة جمال ليومنا في القرن السابع عشر. كلتا المدينتين في ذهني ليستا نفسيهما بقدر ما كنت أتواجد فيهما عندما كنت طفلا ثم بالغا. الفرق بين قصص( أولينجر وتاربوكس) هو الفرق بين الطفولة والبلوغ أكثر بكثير من الفرق بين موقعين جغرافيين. إنها مراحل على تقدم رحلتي، وليست نقاطا على الخريطة.

-------------------------------------------------------------

(*) (Colliesكلمة عنصرية جدًا تشير للهنود والصنين الذين كانوا يعملون في بناء الطرق والسكك الحديدية (

(**). (قصيدة تم كتابتها وطبع تنظيم الكلمات والأبيات لتشكل جناحين)




لماذا نُفسّر الأشياء؟

 



الفشل أو الخوف أم الزهد في الحياة نفسها. والزهد غير اليأس حيث أنه نتاج تجارب عديدة، أما اليأس فهو عدم الرغبة في تجربة أي شيء.. أو المحاولة بلا أمل

وتلك المسافة التي نقعطها من نقطة اليأس التي نقف عندها  الآن إلى المحطة التي نعتقد أنها محطة سعيدة للوصول، هذا هو الأمل.. وهمّ وحتى سراب يجلعنا نتقدم للخف أو ندور حول نفس النقطة التي نصادفها فيما بعد تحت مسميات مغايرة.

عندما نصل إلى المحطة ننسى رحلة الأمل تلك التي قطعناها ونبدأ في البحث عن تعاريف جديدة للسعادة والفرح.. هذا الشعور.. الخفة والإحساس بعد الارتباط بأشياء تثقلنا. حتى وإن كانت الرحلة نفسها السبب في هذا الأشياء التي تعلقت بنا أو تعلقنا بها في سهوة عن العيش والاستمتاع بالحياة نفسها.

هذه الفترة المحددة ذات البداية والنهاية اللذان لم نختار أي منهما، والمطلوب منك أن تبني شيئًا بين هذين النقطتين أو العيش ملعونا في طرقاتهما الملتوية.

لا تملك حق ألا نرغب في أي من هذا.. أن نتخلى عن هذا كله.. التخلي هو الحرية .. وطبقًا لتعاريف العشاق الساذجة.. الحب تخليّ.. أو الحب أنانية.. متى بدأ الناس تحديدًا في تفسير الأشياء ومتى قدمنا تفسيرًا صحيحا لأي شيء.. لما نعاني أصلا في التفاسير.. لما لا نترك الأشياء على حالها.. راكدة..متحركة.. تفسرها ظروفها.