تجـارة مع الله

وقف الشيخ رمضان حاملاً صندوق خشبي على باب خروج المسجد بعد صلاة الجمعة يحذق من أعماقه : تاجر مع الله .. تجارة رابحة مع الله . سائلاً المصليين بالتبرع فى الصندوق الخشبى الذى يحمله. فلسفة الشيخ رمضان كانت التحدث مع العرب الأمريكان  بنفس اللغة التى يجيدونها وهى التجاره. لم يقل الشيخ رمضان داوّ مرضاكم بالصدقه مثلا، أو تبرعوا لبناء مسجد آخر أو مدرسه لتعليم أولادكم اللغه والدين فى المهجر. ولكنه أصرّ على أنها تجاره وأكد بأنها رابحه
تحدث الشيخ رمضان بلغة موجهه كالسهم لمن يتلقى ويصغى. لغه محدده عن التجاره والمكسب والخساره. كان صادق وهدفه واضح ومحدد وهو جمع الدولارات فقط، فإمتلأ الصندوق الخشبى بها

تاجر اليوم مختلف، متردد، غير واضح الأهداف. يتاجر بكل شيئ: الدم والعرض والشرع. غلّف الصندوق الخشبى بقشرة من الفضه حتى تلفت الإنتباه والأنظار وتعكس الأضواء. ترى فى أضلاع الصندوق الرحمه، وفى باطنه العذاب. ينتقل الصندوق بين لحى بيضاء إلى سمراء إلى أخرى مصبوغة بحنة ورديه. يحمل الصندوق جلباب أو بدلة أو شورت أو ميكرو جيب إذا لزم الأمر. المهم أن يمتلأ الصندوق دون أن تعرف إذا كانت التجاره رابحه هذه المره ام خاسره؟

No comments: