عن الرجل الذى شّخ خلف الهرم الأكبر

من حوالى 15 سنة قمت بزيار مدينة صغيرة لا أتذكر حتى إسمها فى جنوب الحبيبة الغالية أسبانيا.  المدينة كانت بسيطة محدودة الموارد.وجدت هناك حفرة صغيرة شبه بئر مياه. يقف لحراسة البير حوالى أربعة عساكر ومربوط حوالين البير حبل لحمايته. بجوار البئر كشك صغير وبعض السائحين المُصطفين لشراء التذاكر حتى يتمكنو من زيارة ورؤية هذا البئر. النظرة على وجوه هؤلاء العساكر المكلفون بحراسة البئر كانت نظرة جادة تدل على جسامة المهمة الوطنية العظيمة ! بينما أقف أنا الآخر فى صف شراء التذاكر، تذكرت ذلك الرجل الذى كان بيشخ خلف الهرم الأكبر فى قاهرة المُعز بعد ما شخخ أطفاله الثلاثة.
بالصور.. الحقيقة وراء انهيار هرم سقارة.

صاحب " ثورة الموتى" يُحب!

صاحب «ثورة الموتى» يحب

 حبيتى الوحيدة
لا أدرى لماذا يكتب الناس حبيبتى الوحيدة؟ لا أفهم إصرار البعض على وضع الصفات بعد كلمة حبيبتى.لن أكتب "الوحيدة" فلست أنا متهم بأن هناك حبيبتى الثانية والثالثة والرابعة ولذلك وجب علىّ النفى. لماذا يضيف الناس أى صفة من الأساس بعد كلمة حبيبتى؟ أليست كلمة حبيبتى وحدها بكافية؟ أعتقد ان التصرفات والأفعال وحدها هى التى تنجح فى نعت حالة العشق!
أما بعد/
ثورة الموتى
هكذا تحولت الدنيا كلها إلى خلفية ذات ألوان باهتة، مجرد تفاصيل ثانوية يمكن للحياة أن تستمر بدونها. فى بعض الأحيان، تزيد القيمة بزيادة التفاصيل، وأحيان أخرى تكون التفاصيل رخيصة مُمملة لا تُضيف أى شئ على المضمون.
فى مسرحيته الأشهر على الإطلاق، ثورة الموتى ، لم يستخدم إيرن شو الديكور المتعارف عليه بتغير المناظر وإسدال الستار مع كل مشهد.ولكنه إستخدم كشّاف ضوء ضخم ذو دائرة عظيمة.  عندما أراد أن يكون تركيز المتفرج على الممثل أوعلى قطعة أثاث سلط هذا الضوء على الممثل. المسرحية حزينة، تتحدث عن مجموعة من الجنود الذين قُتلوا فى الحرب العالمية الثانية ولكنهم رفضوا أن يُدفنوا كنوع من الثورة والإعتراض على حرب  لا ناقة لهم فيها ولا جمل. كان إيرن شو ينهى المشهد بإطفاء كشّاف الضوء فيصبح المسرح كُتلة من الظلام.
فى مسرح إيرن شو، لا قيمة لأي شئ إلا عندما تحيطه دائرة الضوء. وكأن دائرة الضوء تبعث الحياة فى خشبة المسرح.أنت هذة الدائرة المضيئة، وهكذا الدنيا لا ثمن لها إلا فقط عندما يحيطيها عبيرك ....
 عندما جّف الخيال
شرعت فى كتابة رواية. كانت بدايتها عن شاب قتله الحنين لأرض المنبت حيث النشأة والميلاد.  بدأت الرواية سعيدة كلها إشتياق عن محاولات ذلك الشاب أن يربط كل أفعاله فى المهجر بوطنه الأم. بدأت أكتب حكايات خيالية بها أحلام حتى نضب الخيال وجف فبدأت أكتب حكايات أخرى بها شئ من الحقيقة فتحولت السعادة إلى تعاسة. حينها تذكرت مقولة ذلك الكاتب الذى نسيت اسمه عندما قال أن كتابة الخيال دائما وأبدا افضل من كتابة الواقع والسيّر الذاتية. مقولة هذا الكاتب المجهول أحضرت فى ذهنى مقولة جورج أرويل عندما قال أن أى سيرة ذاتية ناجحة لابد أن تحمل فى ثناياها بعض من الفضائح. مقولة جورج إرويل قادتنى لمقولة جلال امين عندما كتب فى مقدمة سيرته الذاتيه أنه ترك اسماء بعض الأشخاص قصدا حتى لا يسبب لهم أى حرج. تذكرت ايضا مقولة صافيناز كاظم عندما كتبت فى مقدمة كتابها أنها لا تستطيع البوح بكل ما فى قلبها من ذكريات. السير الذاتيه العربية معظمها فاشل.نظرت إلى مسودة الأفكار وأسماء الأشخاص الذين أود أن كتب عنهم، فإكتشفت أن خلف كل إسم قصة أتعس من الأخرى. صرفت نظر عن الرواية .
آمنت الآن لماذا دائما ألوذ إليك ؟ عرفت لماذا انت الحصن المنيع الذى يموت عنده الواقع وينهزم. سلمت معكى بأنى لا أخشى من البوح بأى شئ عن أى شئ فانت خيالى الذى لا ينضب ولا يجف نبعه.........
 بداية بلا نهاية
قمت بتأجيل مشاريع عديدة. إنتهيت من الكتاب وكل يوم أعد نفسى بأن أقوم بمراجعته وتصحيح الأخطاء النحوية ولكنى لا أفعل. أتخذت قرار بأن لا أكتب أى جديد حتى أنتهى من الكتاب. ولكنى لا أصادق ما عاهدت نفسى عليه فاقوم بكتابة العديد من البدايات التى لا أجد لها نهاية فأتركها وأكتب الجديد. قمت بنقل أحب بدايات القصص إلى قلبى فى دفتر جديد مسكت قلم أحبه وبدأت أكتب، إكتشفت ان السبب الرئيسى فى صعوبة كتابة نهاية القصة هو حبى لها. كلما أحببت شئ تمنيت أن يبقى دوما بلا نهاية
انت كتلك القصة بداية لن يكون لها نهاية .....
نيويورك – يوليو 2014
نُشرت فى موقع كسرة هنـــــا