لماذا سجد الشعراوي شكرًا لله يوم هزيمة يونيو ١٩٦٧؟





لماذا سجد الشعراوي شكرًا لله يوم هزيمة يونيو ١٩٦٧، بينما القلوب تدمي من جراحها وجراح الوطن؟


قل لنا يا فضيلة الشيخ: ما الذي تعنيه "صلاة الشكر" في مثل هذا اليوم الحزين في تاريخ مصر والعرب والمسلمين بعد الذي قرأناه من تعليقات للبعض تضع الحقيقة في مأزق داخل الصدور التي تكن التقدير والاحترام للشيخ. الجليل؟

قال الشيخ: صلاة الشكر يوم الهزيمة هي سجود لله وشكر له، لأن الهزيمة جاءت من عند الله لتصويب أخطائنا التي ارتكبناها. ومن هنا وجب شكر الله. وصلاة الشكر عند الهزائم والمحن والكوارث هي أيضا صلاة امتثال ورضا بقضاء الله وقدره. وهي بذلك تعد من قبيل النسك والعبادة في مثل هذه الأحوال.

وقال الشيخ: إن الهزيمة كانت» تصويبا» من الله سبحانه وتعالى لكل أخطائنا.. وإنها أحدثت زلزالا من الجميع، وأيقظ الوعي في النفوس والعقول، وكشف الطغاة وعرى» أخطاءهم وخطاياهم
وأضاف الشيخ: وشيء آخر.. نحن كنا في أحضان روسيا.. وروسيا كان لها في مصر أماكن لا يستطيع أى مصري أن يدخلها! ولا رئيس الحكومة كان يستطيع أن يدخلها.. ولو أننا انتصرنا ونحن في أحضان روسيا.. لهان أمر الدين.

وقال الشيخ: لم ننتصر ونحن في أحضان روسيا.. وعشنا الهزيمة النكراء.. ومع ذلك كان هناك ميلاد النبي.. وميلاد لينين. وفي ذكرى ميلاد النبي لم نجد أي مظهر في الشارع يعبر عن ذلك كل الصور واللافتات كانت للاحتفال بمولد لينين: فهل نسينا ذلك؟
وقال: لقد كشفت لنا الهزيمة عن وجه «موسكو».. وأوضحت لنا ان «الاتحاد السوفيتي الذي انهار أخيرا، لم يأت ليساعدنا ويعاوننا لكي ننتصر. بل جاء ليبقى.. ونظل نحن في حاجة إليه وإلى أسلحته
كانت حساباته أن أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل.. وأن مصر ستبقى دائماً في حاجة إلى الاتحاد السوفيتي
وقال الشيخ: وشيء آخر كشفت عنه الهزيمة النكراء وهو الصراع المستتر في قمة النظام بين جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر والذي حالوا إخفاءه عن الناس.. لقد عن عليهما أن يظهر هذا الخلاف للشعب
أحدهما كان مركزه قوة بالجيش والآخر مركزه قوة بالأجهزة السياسية. وكل منهما أراد أن يأخذ المعركة لنفسه.. وأن يصطنع بطولة كدابة زي نجمة البحر!

No comments: