“وتأمَّلَ قاسم أمين في اللغة التي نعبر بها، فوجد أننا نؤلف الحروف والألفاظ، ولا نؤلف جملة! أما إذا استخدمنا تعبيرًا تعلمناه عن الأقدمين فيجيء أصم غامضًا، باهتًا أو فارغًا، يُحدِث رنينًا ليس له معنًى!
فكان يبحث دائمًا عن الجملة المعبِّرة التي نسمع لها فرقعة، وكان يحسُّ الحسرة كلما وجد أننا لا نستطيع أن نقرأ لغتنا قراءةً صحيحةً؛ فنادى بتيسير قواعد اللغة، وغالَى إلى تسكين أواخر الكلمات.
ويقول: «لم أَرَ بين جميع مَن عرفتهم شخصيًّا، مَن يقرأ كل ما يقع تحت نظره في غير لحن، أليس هذا برهانًا كافيًا على وجوب إصلاح اللغة العربية؟ لي رأي في الإعراب أذكره هنا بوجه الإجمال، هو أن تبقى أواخر الكلمات ساكنة لا تتحرك بأي عاملٍ من العوامل، بهذه الطريقة — وهي طريقة جمع اللغات الإفرنكية واللغة التركية أيضًا — يمكن حذف قواعد النصب والجوازم والحال والاشتغال، بدون أن يترتَّبَ على ذلك إخلال باللغة؛ إذ تبقَى مفرداتها كما هي.»”
“ويقول أيضًا: «إن اللغة العربية مرَّتْ عليها القرون الطويلة وهي واقفة في مكانها لا تتقدَّم
خطوة إلى الأمام، في حين أخذت اللغات الأوروبية تتحوَّل وترتقي كلما تقدَّمَ أهلها في الأدب والعلوم، حتى أصبحَتِ النموذج المطلوب في السهولة والإيضاح والدقة، والحركة والرشاقة، وصارت أنفسَ جوهرةٍ في تاج التمدُّن الحديث.”
زعماء وفنانون وأدباء
كامل الشناوي
No comments:
Post a Comment