الـعـلـم الإسلامي

 




أياً تـكـن الإنجازات التي تحققت فـي ظـل قـرون مـن سـيـطـرة الإمبراطورية الرومانية، فإن التقدم العلمي لم يكن في عدادها. لقد ذكر الرومان علوم اليونان، لكنهم لم يضيفوا إليها شيئاً يُذكر. وعندما تفككت تلك الإمبراطورية، ذوت الحياة المدنية، وفُقدت المعرفة العلمية.

مع صعود المسيحية، تركز النشاط المعرفي على الثيولوجيا الدينية، أكثر مما تركز على المعارف «الوثنية». ولولا صعود إمبراطورية أخرى لضاعت غالبية معارف القدماء، ولتغير تاريخ العلم.
ففي العام ٦١٠ م. ظهر في مدينة مكة من شبه جزيرة العرب، رجل في الأربعين من العمر يعمل في التجارة، اسمه محمد، وتحدث للناس عن رؤى سماوية وكلمات تنزلت عليه. وجمعت تلك الكلمات فيما عُرف لاحقاً باسم القرآن، الذي يعتبر كتاباً مقدساً عند أتباع ذلك الدين الجديد. وخلال ٢٠ سنة، شاع الإسلام في معظم الجزيرة العربية. وبفضل سلسلة الدينيين والعسكريين الذين عُرفوا باسم الخلفاء، انتشر الإسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتمكن من قهر الإمبراطوريتين القديمتين، البيزنطية والفارسية. وبحلول العام 750م بعد وفاة محمد بأكثر من قرن امتدت الإمبراطورية الإسلامية من خليج «بيسكاي» إلى جبال أفغانستان.

اشتملت تعاليم الإسلام على ضرورة طلب العلم، واعتبر ذلك فرضاً. وساهمت الثروة الهائلة التي تجمعت من التجارة في أرجاء تلك الإمبراطورية الشاسعة، في توفير مناخ ملائم لازدهار العلم. وتحت قيادة مجموعة من الحكام المحبين للعلوم، تجمعت معارف كثيرة لدى المسلمين. ومن توليدو (إسبانيا) في الغرب إلى أصفهان (إيران) شرقاً، عمل الدارسون على ترجمة الكتب القديمة، ليس من الاغريقية فحسب، بل من السنسكريتية والبهلوية والسريانية أيضاً. وفي الوقت نفسه، أدت العلاقات التجارية المزدهرة مع الصين والهند إلى استقدام أفكار ونظم في الرياضيات لم تكن معروفة عند الإغريق. ويمكن القول بثقة، إن البحاثة المسلمين، ذلك الحين، جمعوا معارف علمية أكثر مما تجمع في تاريخ العالم قبلهم.

Scientific Curiosity –
by Cyril Aydon (Author)

No comments: