الْشَّيْخ زَيْدَان حَمِيْدُو

زيدان حميدو كان شيخ الموقف الوحيد في تلك المدينة الساحلية الصغيرة . كان أعرج و ذو جبروت, كرياح عاتيه أو موج عالي يخشاه  حتي بحره الذي خلق فيه . كان مثل حي علي عدم الايمان بأى شئ و الكفر بكل شئ كما عُرف عنه في تلك المدينة  التي كثرت مساجدها وفاق عددها عدد سكانها
 كان زيدان كثير الشجار و سب الدين في جميع الأوقات و الأحوال. كان له من البنين يضعه. و طالما نسي أسمائهم و ملامحهم ولكنه لا ينسي صفاتهم و طبائعهم، عمل جميعهم في السيارات فهذا سائق و ذلك سمكري و ذاك سروجي 
محجوب كان أكبرهم وقرّه عين أبيه حيث أخذ جميع صفاته  من شجار و سكر و عربده  و طبعا سب الدين . كان محجوب يحظي بحب أبيه- فقال فيه " دائما بتفكرني بشبابي يا محجوب " و كان الأب فخور بولده السائق النصاب كفخر مفكر أديب بباكوره أعماله 
علي عكس أخيه ، عماد كان طيب القلب علي خلق ، يخجل خجل العذراء ليله زفافها. صاحب ابتسامة فيها سلام وخشوع  . كان محبوبا من أهل المدينه الذين شهدوا له بالإيمان لكثرة زيارته المساجد. لم يحظ عماد بحب أبيه كحال أخيه محجوب ، بل علي النقيض لقد مقته والده وكرهه لأنه كان السبب الوحيد الذي جعل أهل المدينه ينعتون زيدان بلقب الفاسد . فكان الناس عندما يروا عماد مع أبيه يتهامسون يخلق من ظهر الفاسد عالم ومن ظهر الفاسد عالم .لم يهتم عماد بحب أو كره أبيه له و لكنه كان دائما يقول : ده مهما كان أبويا ولازم أراعي ربنا فيه
وفي يوم ظلت ملامحه  محفوره   في تاريخ هذه المدينه حتي يومنا هذا ، وجد أهل المدينه محجوب يخرج من المسجد. و أبيه في انتظاره خارج المسجد مترقبا . لم يعرف أهل المدينه ما  سبب زيارة محجوب  للمسحد  في صلاه الفجر التي لا يواظب علي أدائها منافق.  لكنهم عرفوا القصه عندما سمعوا زيدان يصرخ في وجه ابنه قائلا أنا قولت لك نتقابلو وقت صلاه الفجر ، ما قولتلكش الطعني لحد ما حضرتك تصلي يا مولانا الشيخ 
وقف محجوب ذليلا مكسورا أمام توبيخ أبيه له علي فعلته النكراء، فكيف له أن يدخل يصلى ويترك والده منتظرا حيرانا خارج المسجد وبعد ان سب زيدان ولده أمام جموع المصليين ، تهاماسا الرجلان لبضعه ثواني ثم ذهب محجوب وركب سيارته الميكروباص و زيدان ينظر اليه بنظره فيها رائحة الوداع، كأم حديثه العهد بالأمومه ترى طفلتها الصغيره فى أول أيام العام الدراسى . تحركت سيارة محجوب و لكنها توقفت بعد قليل عندما أنزل محجوب زجاج الشباك و اخرج رأسه راجيا والده
  إدعي لي يا آبا- نظر زيدان إلي ابنه مجيبا لرجائه داعيا قائلا- روح يا بني .. ربنا يسهل لدين امك
لم يعرف الناس السر وراء سؤال محجوب الدعاء من أبيه .  و لكنهم عرفوا بعد ذلك ان محجوب كان في طريقه لسرقه سيارة و انه كان في أمّس الحاجه لدعاء أبيه - شيخ الموقف

No comments: