بهجة الفؤاد كانت الفرحة الصغرى و آخر العنقود كما كانت تحب أن تناديها جدتها التى كانت تدللها قائله " آخر العنقود سُكر معقود". فاقت الأميره صاحبة الست سنوات نظيراتها فى كل شئ، وكم سبب ذلك أرقا لوالدتها
كانت بهجه كثيرة التأمل، واسعة الخيال كمسافر حالم فرّق الزمان والمكان بينه وبين مايريد. فُتنت بالبحر البنفسجي! فكانت ترى كل شئ جميل باللون البنفسجى. رأت بهجة الفؤاد الدنيا بمنظور مختلف عن من هم فى عمرها فلم تطلب يوما عروسه أو قطعه حلوي ! ولكنها كانت مولعه بالرسم! شغل ذلك بال والدتها كثيرا نظراً لحداثة عمرها وقلة كلامها. كانت الصغيره تُعبر عما يدور بخيالها بالرسم. كانت تتأمل البحر من نافذة غرفتها المطله عليه لساعات طويله دون ملل أو ضجر. وكانت ترسم على وجهها إبتسامات بين الحين والآخر وكأن البحر يرسل لها بهمسات متقطعه عبر المواجات القادمه من أعماقه
بعد التأمل في البحر لأوقات غير قصيره تجري الصغيره للوحاتها و ألوانها المتناثره في جميع أرجاء الغرفة لترسم ما دار بينها وبين البحر من حوار كانت معظم ردودها في هذا الحواربسمات حالمه من قلب ينبت كورقة شجر ضعيفه. و عندما تسألها والدتها : ماذا رسمتي يا بهجه الفؤاد ؟ تنكر الصغيره فعل الرسم من الأساس و تداري لوحتها الصغيره خلف ظهرها القصير قائلة: لا شيء يا أمي
انتظرت الأم حتي نامت بهجة الفؤاد لتري ماذا رسمت الصغيرة في لوحاتها التي تعتني بهم و تأخذهم معها للفراش كل مساء. توقعت الأم ان تكون معظم الرسومات للبحر و الأمواج نظرا للعلاقه الخاصة بينهما و بين مهجه الفؤاد . و لكن الأم فوجئت بعدم و جود رسمه واحده للبحر و أمواجه وكانت معظم الرسومات لفراشات بنفسجيه اللون
زادت حيرة الأم في أمر بهجة الفؤاد . لما الفراشات يا بهجة و انت للبحر عاشقه و مفتونه ؟ كررت الأم السؤال مرات عديده بينما إتخذت لنفسها مقعدا بحوار فراش صغيرتها الغارقة في الأحلام . ودت الأم لو عرفت الأم ما يدور برأس طفلتها وبهجة فؤادها
هكذا كانت الدنيا كما تراها بهجة الفؤاد، فراشات بنفسجيه لا يعوقها حدود أو سدود ! تهرب من زهرة إلي أخري كما تحب و تهوي و لا تخشي في ذلك لومه لائم . تسافر الفراشات لأوطان مسحوره بعيده عن البجر البنفسجي. تسكنها الفراشات فقط ، تطير بحريه خيال طفله صغيره، لا تتعب الفراشات من الطيران كما لا تتعب بهجة الفؤاد من التأمل . وعندما تشتاق بهجة لفراشاتها ترسل مرسالها مع موجات البحر طالبه من الفراشات العودة فلقد طال الفراق
نامت الأم علي مقعدها من التعب وهى ناظرة لطفلتها، وعندما إستيقطت وجدت بهجة الفؤاد جالسه أمام النافذة تنظر إلي البحر البنفسجي ! تُري هل آن الوقت لعودة الفراشات؟ أم أن هناك لوحة جديده فى طريقها للميلاد
No comments:
Post a Comment