! بِنْت فَاطِمَه



رضي عٌمر بما قسم له من نصيب في الدنيا . و أمن بان  الدنيا رزق قد كُتب و قُدر و انه لا حول له ولا قوة بما كُتب له  غير الرضا . عاش و حيدا سعيدا في عالم خاص متحملا مسؤولية ثقيله علي أتم وجه و أحسن حال بعد وفاة والده. فهو  لم ينس عمه الأكبر يوم وفاة والده عندما أخذه من المعزيين جانبا و قال له" حياتك الآن ليست ملكك  و إنما هي ملك لأمك و أخوتك ! فاعمل من اليوم لهم ولا سواهم
 
اتخذ عمر هذه الكلمات قرآنا و انجيلا يحي حياته بعدد أحرفها و لا يحيد عن مواقعها من الإعراب مقدار ذره
كانت كلمات عمه سراطا يمشي عليه قدر المستطاع . فكانت فرحته هى فرحة غيرة وآلامه له وحده. لم يتعود على الشكوى أو الأحلام ولم يكن يوما أهل بها‫ ولم تكن هى حِلٌ له‫. آمن بالارقام و مفعولها السحرى فى الحياة. كان يحسب ويجمع ويطرح قبل أى خطوة أو حركه. كان مؤمن بأن كل شئ بيد الله، ولكن ثمة سخرية غريبة كانت تعترى خلاياه عندما يسمع أحداُ يقول له سيبها لله و ما تنعيش الهم ؟ أهو الكُفر أم قمة الإيمان؟ وكيف لأحد غيره بأن  يشعر عما بداخله؟ وكيف  القدرة لإنسان  أن يدّعى شعوره بأحاسيس إنسان آخر؟ ياله من نفاق بيّن وكذب عاهر

كانت تلك حياة عُمر بإختصار، إذا فرح أو مرض شعُر بالذنب؟ فكيف له أن يفرح وكلمات عمه الأكبر مازالت تملأ أذنيه وجوارحه.‫ وكيف له أن يمرض؟ والمرض هو رمز الوهن والضعف والشكوى! إكتشف فجأه بان ليس له صديق حميم كمعظم الناس ! ولم الحاجه إلى الصديق الحميم؟ و آلاء  الموت قد لاحت  أسرع مما رغب وطلب، وانه سوف يموت وحيدا فى ارض بعيده لا يعرفها أحد . أصبح عُمر كصخره على شاطئ بحر هائج.. تضربها الامواج فتنحت منها القليل مع كل ضربه.  إستطاع عُمر بكل براعة أن يدارى كل هذا البركان تحت ابتسامة راضية وقلب مسهُ شئ من الإستسلام

و في ظل كل هذا، ومن حيث العدم،  تأتي بنت فاطمة مُحطمة كل القواعد و المعادلات. ترفع المنصوب و تجر المرفوع و تدُك الأرض الثابتة تحت قدمي عُمر دكاً ، قائله :هيت لك! 
أنا مالم تعلمه فلم تكره
أنا برداً و سلاما فلم الحرور
أنا الطمآنينه فلم الخوف
قال لا أستطع ..قالت أنا الإستطاعه والإمكان
قال لا أملك .. قالت أنا الغنى والرزق الوسيع
قال لن تستطيعى معى صبراً .. قالت أنا أيوب و أحضان العطاريين
هكذا حركت بنت فاطمة المياة الراكده فى بحر عُمر وقدمت له حياة غريبه عليه لم يكن له بها عهد أو أى قدر من المعرفه والأُلفه. فقد الشاب ما تبقى له من نوم وإذداد الهم هما
إستسلم عُمر لبنت فاطمه كما إستسلم لأشياء أخرى لم يكن له فيها  بُد أو خيار. فهو يحمل من المسؤليات ما تنوء به العصبه أولو القوه وليس فى حاجه إلى روح آخرى تتعلق فى عنقه تطلب وتريد !ولكنها تعطى ولا تأخذ ، تُجيب ولا تسأل !
فرح عُمر بحياتة الجديده ولكنه كان دائما يذكر نفسه بأنها فرحة مؤقته منقوصه فلا يجب الإعتياد على ما لا تملك يمينه. بنت فاطمة     حالها كحال أشياء نادرة جميله لا تدوم ولا يبقى منها إلا ذكرى وخيال عابر لايمكن وصفه

1 comment:

Mazen raafat said...

اصبح عمر كصخره علي شط بحر هائج
تضربها الامواج فتنحت منها القليل مع كل ضربه
" تشبيه موجع لكنه رائع"