الإعلام الإجتماعى فى مصر وعدم تأثيره على الحملات الإنتخابيه

ما فعله أوباما في حملته الرئاسية في 2008 يدرّس في الجامعات الآن على أنه مثال وتجربه، لأنه قدم الإعلام الاجتماعي كوسيلة تسويق فعالة و مؤثرة مقارنه بالتسويق التقليدي . نجحت حمله أوباما في ذلك لعدة عوامل أهمها كان
ظروف البلد الاقتصادية و اتساع مستخدمي الإنترنت و التواصل الاجتماعي
عنصر المفاجأة و الاستعدادات التي قام بيها فريق التسويق كانت في منتهي الدقه . فلقد قدم فريق البحث معلومات في غاية الدقه عن كل ولايه . مثل الشريحه العمريه و متوسط الدخل لكل فرد و الحاله الاجتماعية و الاهتمام السياسي لكل أسره
و أخيرا الخلفيه العلميه و عدد الأصوات المسجله. هذه المعلومات جعلت إدارة الحمله تكثف عملها في ولايه معينه و لا تعطى ولاية أخرى نفس درجة الإهتمام

جون ماكين و أعوانه فى الجانب الآخر لم يهتمو قدر الاهتمام بالانترنت و اعتمدوا في معظم اتجاهاتهم علي التواصل التقليدي الذي بفضلّه  شريحة عمريه معينه و هم الأكبر سنا. و بناء عليه حمله أوباما إ كتسحت الانتخابات بالشباب  الذين تم التواصل معهم . و الحق أقول ان أوباما لو كرر نفس خطوات الحمله السابقه هذا العام لفشل فشلا ذريعا لأن التجربة اصبحت عامة و أن هناك عوامل أخرى قد طرأت مثل الحالة الاقتصاديه وإرتفاع معدل البطاله. بالطبع سوف يقوم بإستخدام الإعلام الإجتماعى ولكنه لن يكون هو المشترك الأعظم للتواصل.   

اذا قارنت بين ذلك و بين الحملات الانتخابيه في مصر ستجد ان هناك فرق شاسع في كل شئ . التعليم و الاقتصاد و مستوي معيشة الفرد اثرو تأثير جوهري في اختيارات الأفراد . و أصبحت الإنترنت و الإعلام الاجتماعي في نظر عموم الشعب رفاهية غير ضرورية أو على الأقل لا يستخدموها
الإحصائيات التاليه تسلط بعض الضوء علي عدم فاعلية الإعلام الاجتماعي في الحملات الانتخابية في مصر
نسبة الأميه في مصر 17 مليون مواطن تقريبا. اى حوالى 24% من مجموع السكان
عدد مستخدمي الإنترنت في مصر حوالى 22 مليون مستخدم . تقريباً 24% من مجموع السكان
عدد مستخدمي ألفيس بوك في مصر تقريباً 8 مليون مستخدم ربما زاد العدد بعد الثوره
عدد مستخدمي تويتر في مصر تقريباً حوالى 44200 مستخدم
عدد من حقهم التصويت في الانتخابات 50 مليون مصرى
لو افترضنا جدلا ان جميع مستخدمى الفيس بوك لهم حق التصويت، معنى ذلك ان نسبتهم هى 16%. وبالنسبه لتويتر 000884.% وكلتا النسبتين لن يكون لهما تأثير على إرجاح كفة مُرشح فوق الآخر. الإعلام الإجتماعى فى مصر له دوره الهام فى التواصل والتنظيم بين شريحه معينه ولكن المواطن البسيط بعيد كل البعد عن ذلك
نجاح جماعة الإخوان المسلمين فى جملة بسيطه هو قدرتهم على التواصل مع الناس فى الشارع لعقود. لن نتطرق لموضوع  الدين هنا لأنه ليس مجالنا. ولكنهم عملو سنوات فى الشارع وحصدوا جهد عملهم.

ما استفزنى لكتابة تلك الكلمات هو أن بعض النشطاء الذين يعملون فى حملات إنتخابيه معينه يقضون معظم يومهم على تويتر لكتابة تويتات عن مشرح ما. وظن هؤلاء ان تويتر هو مقياس النجاح فى الوصول الى كرسى الرئاسه. فى رأى ان مستخدمى تويتر قد قرأو البرامج الانتخابيه و تاريخ كل مرشح و إتخذوا قرارهم فى من سينتخبون. ولكن الأهم منهم هو المواطن العادى الذى لا يستخدم الإنترنت من الأساس


No comments: