5- الإعلام الإجتماعى ودورة فى الإنتخابات

الجزء الأول
الحزء الثانى
الجزء الثالث
الجزء الرابع

إذا كنا بصدد دراسة كيف إستخدم النشطاء السياسون الإنترنت، وما الذى يؤثر على سلوكياتهم فى هذا الإستخدام، علينا أن ننظر إلى إلى بعض هذه الأدوات التى يتم إستخدامها. وما الذى جعل مديرى الحملات الإنتخابية يستخدمون الإنترنت لجعل حملاتهم أكثر نجاحا. لهذا الغرض بالتحديد، سوف ننظر إلى الأعلامى الإجتماعى فى خطوت بسيطة:
فيسبوك:
  1. إكتسب سمعة جيدة نظرا لسهولة إستخدامه فى التنظيم. من الأمثلة الشهيرة، ما قام به الطالبين مرديث سيجال من جامعة بودين وفاروق أرجيبى من جامعة ميزورى. كل منهما قام بإنشاء صفحة على الفيسبوك مخصوصة لأوباما وليس لأى من الصفحتين علاقة بالحملة الرسمية. فكانت هناك صفحة " الطلبة من أجل أوباما" وصفحة أخرى بعنوان " مليون قوي من أجل أوباما". كانت الصفحتين سببا فى خلق فيضان من المؤيدين لأوباما فى ولايات لم يبدأ حتى فيها حملته بعد. عندما زار أوباما جامعة جورج ميسون بعد ثمانية شهور من إنشاء صفحة طلبة من أجل أوباما، كان هناك أكثر من 62 ألف طالب مؤيد للصفحة ولأوباما!
  2. فى 2006، قدم فيس بوك خدمة جديدة للصفحات. وهى خانة " مرشح سياسى" ، وقدم أيضا العمديد من المميزات لهؤلاء المرشحون. وهو ما شجع العديد منهم لإستخدامه فى حملاتهم. والواضح هنا أن فيسبوك نفسه يعمل جاهدة لجذب المرشحين السياسين وحملاتهم. سهولة الكتابة والمشاركة جعلت التفاعل بين الناخبين والحملات الإنتخابية سهل وسريع. وهذا يحسب لفيسبوك الذى يطور من شكلة وقدراته يوما بعد يوم
تويتر:
  1. عموماً، مستخدمى تويتر أكبر عمرا من مستخدمى مواقع الأعلام الإجتماعى الأخرى. متوسط عمر مستخدم تويتر 31 سنة. معظم التويتات تأتى من أصغر المستخدمين عمرا. والجدير بالذكر أن العديد من الإحصائيات أنتجت عن أن 5% فقط من مستخدمى تويتر مسؤولين عن 75% من مجموع التويتات الموجودة. من هذه الأرقام البسيطة تجد أن مسؤولى الحملات الإنتخابية يجدون بعض الصعوبة فى وجود الناخبين على تويتر مقارنة بفيسبوك مثلا.
  2. ويث روثفين( شركة أبحاث امريكية) قامت بعمل بحث وإستبيان فى 2010 عنى تويتر وكان من بعض نتائجة أن معظم التويتات الموجودة على تويتر تقع فى 3 محاور: المحور الأول هو دعوات للعمل والمشاركة. المحور التانى هو الحوار مع الناخبين والمحور الثالث هو الإعلان عن الحملة والمرشح.
  3. تويتر مثلة كمثل معظم ادوات الأنترنت، يجب إستخدامه بكفائة ومهنية وفاعلية حتى ترى نتائجة. فى احد انتخابات الكونجرس فى 2009، فى ولاية فيرجينا ، اتسمت تويتات المرشح الخاسر  كريه ديدز بالتنوع الشديد وعدم التركيز على رسالة الحملة. كانت التويتات غير مركزه وتشعبت إلى مواضيع عديدة لا تهم الناخب فى شئ
يوتوب:
  1. يوتوب هو حقا ثورة الإعلام الإجتماعى.القدرة على إستخدام التليفون فى تصوير فديوهات ثم رفعها بدون مقابل هو أداة فعالة جدا اذا كنت ستستخدمة بالإيجاب أو السلب أو الهجوم فى الحملات الإنتخابية. كل حملة تتابع أخبار المرشح المنافس وخصوصا الفديوهات والأحاديث، وبمجرد العثور على أول خطأ، يبدأ الهجوم بلا هوادة. والصورة دائما أقوى من ألف كلمة. فإذا كتبت خبر بأن المرشح الفلانى قال كذا وكذا، غير أن تعرض فديو لهذا المرشح وهو يقول الكذا والكذا.
  2. لم يكن يوتوب هو بداية إستخدام الفديوهات فى الحملات الإنتخابية، ولكنة بالتأكيد جعل إستخدام الفديو أسهل وأوسع إنتشارا. فى إنتخابات 2004، خلال حملته الرئاسية، بعث جورج بوش إيميل يحتوى على فديو مدته 45 ثانية وكان عنوانة " بلا دمبادئ، أو المجرد من المبادئ" وكان هذا الفديو هو بداية لخطة الهجوم التى شنها بوش على جون كيرى. هذا الفديو إنتشر بين الآلاف من مؤيدى بوش، وتم عرضه فى بعض القنوات التلفزيونيه ولكنه لم يصل لأي مرحلة من مراحل ال "trend" التى نعيشها الآن مع اليوتوب.
  3. عندما ظهر يوتوب فى ربيع 2005، حدثت ثورة بمعنى الكلمة فى الطريقة التى يتم بها تداول الصور والفديوهات. أصبح يوتوب صديق صدوق للمرشحين والحملات الإنتخابية لسببين مهمين: الأول أنه بدون مقابل ولن يكلف الحملة الإنتخابية أى شئ والسبب الثانى هو أنه واسع الإنتشار.
  4. جو تريب مدير حملة هاورد دين السابق علق عن الدور الذى لعبة يوتوب فى حملة اوباما " الفديوهات الرسمية التى وضعتها حملة اوباما تمت مشاهداتها 14 ونصف مليون ساعة!. واذا حاولت أن تشترى 14 ونصف مليون ساعة لأى قناة تلفزيونية سيكلفك هذا على الأقل 47 مليون دولار"
بإختصار، بدون إنترنت لم يكن لأوباما أن يصل إلى البيت الأبيض. بالتأكيد كان هناك العديد من الإستراتيجيات، بالإضافة إلى شخصيتة وطريقة القاءة الخطابات، لكن بالطبع لم يكن لأوباما أن يحقق أى من الإستراتيجيات أو الخطط التى رسمتها حملته بدون التبرعات الرهيبه التى جمعها من خلال الإنترنت. الفديوهات التى نشرها أوباما والتى شاهدها الناخبون دون أن يغصبهم أحد على ذلك. كل هذا كان له دور فى وصول أوباما إلى كرسى الرئاسة.
الإنترنت بالتأكيد غيرت الحملات الإنتخابية لكن إلى أى مدى كان هذا التغير وهل توقف هذا التغير إلى هذا الحد؟ بالطبع لا. هذة فقط البداية لدور الإنترنت فى الحملات الإنتخابية والتسويق السياسى.
فى المقالات القادمة سنتحدث عن هذة التغيرات وسنعرض مقتطفات من حملات إنتخابية شهير

No comments: