(1)
إتخذت قرار صائب أن لا أهتم بأى جانب أخر للفنان سوى فنه، والأديب بأدبه ، والعالم بعلمه. وقررت أيضا أن أضع الأمور فى نصابها ومقدارها الطبيعى. فلا أصف كاتب الرأى بالأديب، ولا الأراجوز بالفنان. عبد الرحمن الأبنودى شاعر ومحلل سياسي رخيص، لكنه سيموت شاعر وليس محلل سياسى. إسمع من الأبنودى شعره وارمى آرائه السياسيه فى المرحاض.
(2)
فى ليلة صيفية بهيجة فى نادى سبورتنج العريق، اعتلى محمد منير المسرح متأخرا 3 ساعات عن موعده. أول ما مسك الميكروفون قال بصوت به شئ من الصدق وكثير من التعريص وبعض من ما أملاه عليه زبانية أمن الدولة " فى البداية، أحب أقول حمدأ لله على سلامة الرئيس مبارك". كان مبارك عائداً لتوه من المانيا بعد رحلة علاجية. منير الذى وهب حياته لغناء الأوطان والمقاومة والحرية، لم يقدم للثورة المصرية سوى أغنية " إزاى" . وكان أول ألبوم له بعد الثورة " إدحرج وإجرى يا رمان". لم يغير ذلك أي شئ فى نظرتى لمحمد منير الفنان. نفس الشعور عندما كانت تحوم حوله الاقاويل بأنه خامورجى ونسوانجى. فأنا أستمع إلى مطرب يغنى ولم أكن باحثا عن مثل أعلى وقدوة حسنة فى الخلق الحميد
(3)
بكى محمد فؤاد مثل الثكالى على مبارك فى برنامج تلفزيونى على الهواء. جعل من نفسه اضحوكه. لم تغير دموعة الرخيصة المصطنعة رأىي لحظة واحدة فى الثورة وما نفعلة فى الشارع وقتئذ. وكذلك لم يتغير رأى فى أن فؤاد مطرب جميل ولكن حظه من الثقافة والتعليم أقل بكثير من حظه فى جمال الصوت.
(4)
سيظل التملق والتعريص ، ما ظل الإنسان يتنفس الهواء والماء يخلق الأسماك. فلا تجعل الجانب التعريصى- من أى فنان تعشق فنه وأديب تهوى قرائته -يقف حاجز بينك وبين ما تهواه. المهم الآن أن تُرهق ذهنك وتعصر أفكارك حتى تأتى بتعريف جيد لكل ما هو فنان، مثقف، أديب ...
No comments:
Post a Comment