الأعلانات السلبية فى الإنتخابات ولماذا لا يهاجم حمدين السيسى؟

نُشر بموقع راديو حريتنا. هنـــا اللينك
الجزء الأول هنــــا
الجزء الثانى هنـــا
 
وضحنا في المقالة السابقة أن وظيفة رسالة الحملة الإنتخابية هى توضيح أسباب ترشيح هذا المرشح، ولماذا يجب التصويت له دون غيره. وقد وضحنا أيضًا أن كل من حملتي حمدين والسيسي لا تحمل رسالة واضحة وهى أقرب إلى الشعارات منها إلى الرسالة.
الناخب عمومًا، يريد أن تكون رسالة الحملة الإنتخابية لها علاقة بحياتة الشخصية ،وأن تكون هذه الرساله نابعة من المواقفه التي تحيط به وتؤثر على روتينه اليومي. وهنا يجب أن نتوقف على موقف المرشح ورأية من القضايا العامة التي تشغل الناخبين وليس فقط رؤيته للمستقبل.
في إنتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2004، كان جون كيري مُرشح ضد جورج بوش الإبن. وعندما  كان جون كيري سيناتور وجاء وقت التصويت على تمويل حرب العراق، صوت كيري لصحال التمويل أولًا، ثم صوت ضد التمويل في الجولة الثانية. جون كيري قال بالحرف الواحد في أحد اللقاءات " لقد قمت بالتصويت لصاحل الـ 87 بليون دولار، ثم صوت ضدها فيما بعد". عندما سمعت حملة جورج بوش هذة الجملة، قام الفريق بكتابة رسالة حملتة وسياستها في الحال. كارل روف مدير حملة بوش قال " إن هذة الجملة كانت هدية من السماء لا يمكن ردها".
بالرغم من أن موقف كيرى كان صحيح بخصوص فضيحة تمويل حرب العراق، إلا أن بوش هزم جون كيري في 2004 لأن حملته إستطاعت ربط إسم كيري ووصفه بالرجل الذى ليس له رأي ويقوم بتغير مواقفه. كانت رسالة بوش : كيف تصوتون لرئيس يغير رأيه فى مسائل الحرب!
كانت قضية حرب العراق هى شاغل أمريكا الأكبر حينئذ، وبالتالي كانت هى القضية الأولى لإنتخابات 2004. لم تهدأ حملة جورج بوش ثانية ولم تملّ من تذكير الرأي العام أن كيري ليس له رأي. وانطلقت عاصفة من الأعلانات السلبية تهاجم كيري وتصفه بالشخص المهزوز. هنا تحولت حملة كيري إلى موقف الدفاع، وأخذ مستشاريه محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فضاع  مجهود الحملة عندما أصبح كل تصرفاتهم تصب نحو شرح موقف كيري من الحرب ولماذا قام بتغير رأيه والدفاع عن إتهام بوش له بالإهتزاز وضعف القرار.
هناك مقولة شهيرة في عالم التسويق السياسي تقول إن الإعلانات السلبية تكون فقط سلبية إذا كانت غير حقيقية، أما خلاف ذلك فهاجم ولا حرج عليك. وهذا ما فعلته حملة بوش. مات لويس، من قدامى مديري الحملات الإنتخابية للحزب الجمهوري كتب " كي تفوز بسباق إنتخابي فرصتك فيه ليس بقوة منافسك، لابد أن تهاجم بذكاء ودون كذب. وهذا أيضًا ما فعلته حملة بوش. الآن يجب أن نعلم أن الأعلانات السلبية ومهاجمة المنافسين حزء مهم ومقبول في التسويق السياسي الحديث.
إذن ما فعلته حملة جورج بوش لكتابة رسالة حملته في 2004 هو استخدام الظروف التي تمر بها البلاد من حرب على العراق. السؤال الآن، هل يستطيع أي من حمدين أو السيسي في إستغلال حدث كهذا لمهاجمة منافسة ؟ما يوجد في مصر الآن من أحداث ليست قادرة فقط على تغير رسائل الحملات الإنتخابية، بل على تقديم علم جديد من التسويق السياسي.
فرصة حمدين صباحي هى الأضعف لأسباب لا يمكن حصرها. إذن هو المنافس الضعيف، إذن وجب عليه الهجوم. فهل يستطيع أن يهاجم حمدين منافسة؟ هناك من الحقائق التي يمكن أن يستغلها حمدين في مهاجمة السيسي بلا هوادة. وهى حقائق وليست أكاذيب. هل يستطيع حمدين أن يسأل السيسي ما أتى به إلى هذة المرحلة؟ هل يستطيع حمدين أن يسأل السيسي السؤال التاريخي : ثورة هى أم إنقلاب؟ هل يستطيع السيسي أن يهاجم حمدين ؟ في تصريح للسيسي منذ عدة أيام طلب من حملته عدم تنظيم أي مناظرات مع حملة حمدين لأنه لا يريدها حرباً للديوك. إذن السيسي إتخذ قرار بعدم مهاجمة خصمة. وهذا طبيبعي لأنه هو الأقوى والأقرب إلى الفوز. فليس بحاجة إلى ان يهاجم حمدين هجوم منظم مباشر.

No comments: