نُشرت بموقع راديو حُريتنا
(٢)
بعد أن يقوم المرشح الإنتخابى بإختيار مدير حملتة، يصبح هو من يعمل عند مدير الحملة. وظيفة مدير الحملة هى أن يشرح للناخبين لماذا يجب إنتخاب مرشحه هو دون غيره. كيف يصنع هذا وما هى الخطوات والأدوات والتكاليف؟
جيسون جونسون كاتب ومحلل سياسى، كان يعمل مدير لحملة أحد مرشحى مجلس الشيوخ عن ولاية ميرلاند. بعد أن تم تعينة لإدارة الحملة، أقام بعمل إنترفيو طويل لمدة ساعات للمرشح . وكان أول سؤال سألة هو: كيف تقنع زوجتك بالتصويت لك فى الإنتخابات القادمة؟
السؤال ربما كان سهل فى ظاهره، لكن الإجابة عليه كانت صعبة جدا. بعض المرشحون فشلوا فى إجابة هذا السؤال بطريقة مقنعه. والهدف الأساسى من هذا السؤال هو لو أن المرشح غير قادر على إقناع أقرب الناس إليه بإنتخابه، كيف يقنع الملايين الذين لا يعرفون عنه أى شئ؟ وهنا تأتى أهمية رسالة الحملة الإنتخابية ولماذا هذه الرسالة يجب أن تكون قوية فهى أول خطوة تشرح للناخبين لماذا يجب التصويت لهذا المرشح دون غيره.
إذن، ما هى رسالة الحملة الإنتخابية؟
رسالة الحملة الإنتخابية هى الأساس المنطقى لإنتخاب مرشح معين وهزيمة مرشح آخر. هى الإجابة السريعة للسؤال الجوهرى: لماذا أقوم بالتصويت لهذا المرشح بالتحديد. هناك أمثلة عديدة لرسالة الحملة. وهناك العديد من التفاصيل والأساليت التى سيتم إستخدامها لنشر رسالة الحملة والعمل على تحقيقها. لكن فى النهاية كل هذه الادوات والتفاصيل والشروح، يجب أن تنتهى لإجابة السؤال الجوهرى. فلان أحق بصوتى من فلان.
رسالة الحملة تختلف عن شعار الحملة. رسالة الحملة هى العمل الهندسى والأساسى التى قامت من أجلة هذه الحملة. على سبيل المثال كانت رسالة حملة أوباما فى ٢٠٠٨ هى الأمل والتغير وأنكم لو إنتخبتم جون ماكين كأنكم إنتخبتم جورج بوش مرة ثالثه! وكان شعار الحلمه هو نعم نستطيع. الرسالة واضحة والشعار واضح والهدف من ترشيح أوباما أيضا كان واضح من مجرد قراءة الرسالة وشعار الحملة.
رون فيشو مدير تحرير مجلة الإنتخابات والحملات الإنتخابيه كان قد كتب كتاب كامل عن كيفية كتابة الرسالة للحملة الإنتخابية. بإختصار شديد جدا، رسالة الحملة يجب أن تكون مبنية على أحد النقاط التالية او خليط منهم جميعا:
1. نقاط القوى والضعف الشخصية للمرشح (الخبرة، الأخلاق، التاريخ ...إلخ)
2. الخلافات الأديولوجية والحزبيه (ليبرالى، محافظ، دينى، علمانى … إلخ)
3. نظرة المرشح للتغير (إصلاحى، محافظ، حرس قديم …إلخ)
نقطة آخرى فى غاية الأهمية ولها تأثير كبير فى كتابة رسالة الحملة أو تغيرها ألا وهى الظروف السابقة والحالية للبلاد. عندما كتب أوباما شعار حملته ورسالتها كانت البلاد قد ضاقت بإدارة جورج بوش وسياستة الخارجية وهنا كانت كلمة التغير التى إختارها أوباما لها مفعول السح على آذان الناخبون.
الآن بعد أن عرفنا بإختصار شديد مفهوم رسالة الحملة وشعارها والغرض الذى يجب أن تؤديه، هل تستطيع سيدى القارئ تعريف رسالة حملة المشير السيسى أو السيد حمدين صباحى؟
نجد أن كلا المرشحين قد إختار جملة تقترن بإسمه، فى حالة السيسى نجد جملة " تحيا مصر" وحمدين قد إختار " واحد مننا". كلا الجملتين أقرب إلى الشعار منها إلى الرسالة. جمل غير كاملة لا نعى المقصود بها عند قرائتها للمرة الأولى. ربما رأى السيسى أن تحيا مصر هى جملة تعبر عن تقديمة لمصر عن كل شئ آخر. وكان قصد حمدين هو أنه شخص عادى من عامة الشعب. لكن لازلت تلك الجمل ناقصة وهناك أكثر من طريقة لتفسير كل منها. إذن كل من الحملتين لا تحمل رسالة واضحة تجيب على السؤال الجوهرى لماذا يجب التصويت له.
الحق أن كل من المرشحين سنحت له فرصه ذهبية لكتابة رسالة رائعة لحملتة. كما ذكرنا من قبل أن الظروف المحيطة بالحملة لها تأثير بالغ فى الرسالة، حمدين لم يغير الجملة التى استخدمها فى الإنتخابات الماضية التى لم يتخطى فيها الجولة الأولى. ولا أدرى ما هو السبب الذى جعله يفكر أن هذه الجملة سيكون لها تأثير هذة المرة؟ أما بالنسبة للمشير السيسى " تحيا مصر" موجودة منذ قديم العصور. نعم تحيا مصر فى الماضى وتحيا الآن وغدا. الجملة ليس بها من جديد بعد هذة الضجة التى أتت به إلى سباق الرئاسة. عليك الآن أن تقارن بين الجملتين " واحد مننا" و " تحيا مصر" ، أيهما أقرب إلى الرسالة؟
فى المقالة القادمة، نستكمل أهمية رسالة الحملات الإنتخابية والهجوم والإعلانات السلبية للمنافس.
No comments:
Post a Comment