تشيخوف فى فراق الأماكن والأشخاص

1- قال تشيخوف عندما لا تحب المكان إستبدله، وحين يؤذيك الأشخاص غادرهم
قلت آمين ثم هاجرت إلى أراضين بعيدة . فعلت بلا أسي أو تفكير. تذكرت كلام قريب لي يعشق ضرب الأمثال عندما قال " أن الصداقة على كِبَر مثل الكتابة على الرمل". لم أحزن على فراق أي منهم، بل تذكرت من أفعالهم الأسوأ حتى أكرهم ونجحت.
بالأمس فقط علمت أني سوف أعمل فى ثلاث قارات مختلفة. أصبح من المستحيل تعريف كلمات مثل وطن أو بيت أو أسرة. عندما مات الشاعر العراقي المطارد الجميل إبراهيم أحمد فى قرية صغيرة من قري السويد، لم يترك سوي كتاباته وحقيبة  مليئة بالأحذية القديمة الممزقة دليلاً وشاهداً على المنافي والأماكن التى سكنها أو طُرد منها أو فرّ إليها. فقط حقيبة من الأحذية القديمة . أتذكر إبراهيم أحمد وأنا أسال ماذا سأترك؟

نحن نقتُل اليوم لأننا فشلنا بالأمس!

فى محاضرات السيناريو، كان يوجد مادة صغيرة اسمها Scene Creation. كانت بإختصار كيف تصنع حبكة وعناصر بناء المشهد الواحد. كانت تقوم بتدريسنا هذه المحاضرة سيدة عجوزه عبقرية إسمها أبيجال جونز.
مس جونز كانت بتترك لنا حرية إختيار المشاهد، لا يوجد قيود أو شروط فى إختيار العمل الفني، وكنا نحن الطلبة، دائماً نقوم بإختيار مشاهد فاشله لا يوجد بها اي بناء فني كلها ضرب و رصاص وقتل. وكنا نحن فى قمة السعادة عندما يقوم البطل فى النهاية بيقتل الجميع بالرصاص بعد معركة دامية
مس جونز كانت تحزن عندما تجدنا سعداء . كانت تسألنا:
- أنتم سعداء لأن روح ماتت؟
نرد عليها ونقول :
- لكن هؤلاء أشرار.
ترد علينا مس جونز بحزن شديد :
- كونك قتلت روح النهاردة، فهذا يعنى أنك فشلت بالأمس. لا يهم فشلت فى إيه ولكنه فشلت أنك تجد أي حلول سوي إنك تقتل نفس مهما كانت هذه النفس

العالم بغير النساء ليس بعالم

فتى قريش المخزومي وأشعر شبابها. ظهر جيل عمر معفيّا من كل الروابط ، وبالغ عمر فأعفي نفسه من كل القيود التى يخضع لها العدد الأكبر من الناس، تحلل حتى من إعتبارات الحياء والإحتشام. أصبح لا يكبله الوازع الأخلاقي الذي يرهب غيره. لقد أفزعت مغامراته كثيرًا من معاصريه. يحكى سرة الدومانى عن الأيام الأخيرة لابن أبي ربيعة: 
" أنى لأطوف بالكعبة فإذا بشيخ وسط الجموع فى الطواف فقيل لي: هذا هو ابن أبي ربيعة، فقبضت علي يده، 
قلت له: يا ابن أبي ربيعة. 
قال: قل ما شئت.
قلت: أكلُ ما قلته فى شعرك فعلته؟
قال: إليك عني.
قلت: أسألك بالله وبحق هذاالمكان.
قال: نعم كل ما قلته فعلته وأستغفر الله."
ولقد سأل الخليفة لأموي سليمان إبن عبد الملك عمر ابن أبي ربيعة:
يا هذا ما يمنعك من مدحنا؟
لم يحاول عمر أن يعتذر ولكنه قال فى إيجاز:
أني لا أمدح الرجال، وإنما خصصت شعري للنساء. العالم بغير نساء ليس هو بعالم، بدونهن تصبح الصحراء مصيدة وعيون الماء مجرد مكان لسقي البهائم وهو الأمر المؤكد غير مجدية.