فتى قريش المخزومي وأشعر شبابها. ظهر جيل عمر معفيّا من كل الروابط ، وبالغ عمر فأعفي نفسه من كل القيود التى يخضع لها العدد الأكبر من الناس، تحلل حتى من إعتبارات الحياء والإحتشام. أصبح لا يكبله الوازع الأخلاقي الذي يرهب غيره. لقد أفزعت مغامراته كثيرًا من معاصريه. يحكى سرة الدومانى عن الأيام الأخيرة لابن أبي ربيعة:
" أنى لأطوف بالكعبة فإذا بشيخ وسط الجموع فى الطواف فقيل لي: هذا هو ابن أبي ربيعة، فقبضت علي يده،
قلت له: يا ابن أبي ربيعة.
قال: قل ما شئت.
قلت: أكلُ ما قلته فى شعرك فعلته؟
قال: إليك عني.
قلت: أسألك بالله وبحق هذاالمكان.
قال: نعم كل ما قلته فعلته وأستغفر الله."
ولقد سأل الخليفة لأموي سليمان إبن عبد الملك عمر ابن أبي ربيعة:
يا هذا ما يمنعك من مدحنا؟
لم يحاول عمر أن يعتذر ولكنه قال فى إيجاز:
أني لا أمدح الرجال، وإنما خصصت شعري للنساء. العالم بغير نساء ليس هو بعالم، بدونهن تصبح الصحراء مصيدة وعيون الماء مجرد مكان لسقي البهائم وهو الأمر المؤكد غير مجدية.
No comments:
Post a Comment