وحى الكلمات

طول عمرى وانا اكره الاذاعه المدرسيه وطابور الصباح وموتى وسمى لما المدرس يقولى قوم اقرا قصيده او نشيد فى الفصل. وعلى رغم من تعلقى بالموسيقى الغربيه فى ايام ثانوى الا انى كنت اعشق الشعر العربى وكنت دايما اجيب درجات عاليه فى اللغه العربيه. كنت شغوف باحمد رامى وبيرم التونسى وسيد درويش واكره عبد الوهاب واحمد شوقى. بيرم التونسى خلانى احب الزجل وكتابه الاغنيه. وشوقى كرهنى فى شعر الفصحى وقوافيه. بدأت اكتب اغانى بسيطه واروح اقارنها باغانى بيرم وعاميه احمد رامى واموت على نفسى من الضحك. وقريت مره ان احمد شوقى زعل من احمد رامى لما بدأ يكتب لام كلثوم اغانى بالعاميه. وشوقى قال والله انى لاخاف على اللغه العربيه من عاميه رامى. قولت لنفسى تعالى يا عم شوقى وانا اجيب لك ازمه قلبيه. وفى احدى الايام اعلنت المدرسه عن مسابقه للزجل وللشعر. روحت وسألت الاستاذ عن شروط مسابقه الزجل واذا كان المتسابق هيقرأ ما كتبه اما م جمع من الناس؟ ام هيقدم كتاباته فى ورقه؟ اجاب الاستاذ المتسابق هيقدم كتاباته للجنه الادب بالمدرسه وان الاغنيه اللى هتفوز سوف تمثل المدرسه فى مسابقه الاداره التعليميه. حمدت ربنا لانى مستحيل اقرأ اى شئ امام حد ولو ولعونى بجاز مش هاقف اقرا اغنيه انا كاتبها امام لجنه. تقدمت للمسابقه باغنيه اسمها لو شوفتوا اسكندريه ده مطلعها

لوشوفتوا اسكندريه وجمال اسكندريه
والشمس ياناس بتحضن هواها المغربيه
هتقولوا عندى حق ادوب واعشق وارق
ماهو اصل اسكندريه ام المدن بحق

وفازت اغيتى بالمركز الاول على المدرسه والاداره التعليميه. وكانت مفاجأه للجميع خصوصا مدرس العربى بتاعى اللى كان دايما يقولى يا خواجه نظرا لكثره سماعى الاغانى الغربيه. بعد الفوز بهذه المسابقه اتشجعت للكتابه ودخلت مسابقات تانيه كتير باغانى مختلفه على حسب نوع المسابقه . والسنه الوحيده اللى قضتها فى الجامعه فى مصر كنت باكتب اغانى لكورال الجامعه. وفى الايام دى بس حسيت واتعلمت فعلا ان فى حاجه فى الشعر اسمها الهام. وانا دايما كنت اسخر من اللى بيقول لما الوحى ينزل عليه والكلام الفاضى ده. فى اغانى الكورال كان مدير الكورال يجى يقولى عوزين نكتب اغنيه عن كذا كذا وياريت تكون جاهزه بكره او بعد بكره. والحق اقول ان اكتب المطلع
ومستحيل الاغنيه اللى هو طالبها تخلص..الكلام بيطير. وفى اغانى انا كاتب مطلعها من 7 سنين وخلاص مش راضيه تتكمل واغانى تانيه بتنكتب فى 10 دقايق لما الوحى اللى انا كنت باسخر منه يكون موجود. اعتقد ان وحى الكتابه فعلا موجود وان كتابه الاغنيه او كتابه اى شئ ما هى الا حاله بتستفزك للتعبير عن هذه الحاله بكلمات وحروف

2 comments:

فريدة... said...

ازيك يا رافت؟

ان شاء الله تكون بخير

تعرف ان مازال الاختلاف حول هذه النقطة حاصل وموجود
التسائل عن حالة الابداع واسببها وظروفها

والصراحة انا معاك جدا ان الالهام له دور ودور قوى

ولكن اميل اكثر الى نجاح المبدع فى التوحد مع عناصر ما ينتج للدرجة التى تجعله ولو للحظة هو ما ينتج شيء واحد

هنا المح المبدع قد وقف على نفس الخط بمحازات الكلمات والصور
الخطوط والالوان
المسطحات والكتل

صار هو وهم كل منهم يعطي بقدر استطاعته

وعندما يفيق ويعود لنا نحن من حوله

ليكتشف اجمل ما فى الحالة الابداعية
الا وهو
انه ترك جزء حى من روحه داخل ما انتج

والاعجب

فقد ترك العمل داخلة شيء من وجوده


حقا سعيدة بما اثاره هذا البوست داخلى

فجزاك الله عنى كل خير

:)

تحياتى

الأغاني للرأفتاني said...

صح يا فريده
كلامك كله صح ومضبوط والشئ العجيب ان جميع المثقفين والموهبين بيشبهوا بعض..فى كل شئ رغم اختلاف اللغه والثقافه
مره قريت حوار لبليغ حمدى بعد ما لحن الف ليله وليله لام كلثوم..لان بليغ حمدى كان ممكن يقعد فى الاغنيه 6 شهور..وكان بليغ بيشتغل طالما فى وحى والهام يعنى ممكن يقعد يلحن طول الليل والنهار وكان بليغ بيسخر من صديق ليه لان هذا الصديق كان عامل مواعيد للتلحين من 8-5 زى الموظفين وكان بليغ بيقوله افرض مافيش لا وحى ولا الهام ولا قبول هتعمل ايه؟؟