أسمع عن بُعد صوت الأمواج وهى تضرب الصخور فى غضب فتنحت فيها وتترك علامات كتلك التى يتركها الزمن والأيام فى النفس البشريه. ذلك الشارع القديم المؤدى إلى شاطئ البحر، لا يحتاج الشارع إلى علامات و إشارات أو أعمدة إنارة. فصوت الموج وقطرات الماء البارده المتطايره فى الهواء هو دليلك وهدايتك للوصول .تغيّرت البلاطات القديمه التى حملت التاريخ وعبق الماضى ببلاطات جديده لا معنى لها ولا حياة فيها
على قمة الشارع وعند مُدخل محل البقاله الصغير الذى وضع على مدخله يافطه كبيره " سمسار عقارات : مفروش وتمليك" يجلس عم برهامى نفس الجلسه والزاويه التى عهدته عليها منذ الصغر. ترتقى قدمه اليسرى قدمه اليمنى ويعطى نصف ظهره إلى شاطئ البحر فى فخر وكبرياء كطفل صغير غضب من والدته وقرر أن لا يتحدث معها. آمنت بأن عم برهامى قد وُلد كما آراه الآن عجوز صاحب شعر أبيض وفى يديه جريدة الأهرام. كدت أشك أنه يقرأ نفس النسخه من الجريده التى كان يقرأها منذ أربعة عشره عاماً عندما تركت المكان .رميت السلام على عم برهامى الذى رد السلام علىّ دون أن يرفع عنيه عن الجريده
واصلت المشى قاصدا شاطئ البحر وعندما وطأت قدماى الكورنيش شعرت بحراة الترحيب فى عز الشتاء لأتذكر ما قد مضى وما هو فى طريقه الى المضى والنسيان. أنظر إلى ظهر عم برهامى داعياً له بدوام الصحه وطولة العمر فهو ما تبقى من الزمن الجميل بعد أن تم تغير البلاطات
No comments:
Post a Comment