رأيتنى اشاهد ذلك الشاب ينزل من منزله العاجى ..معطر بافضل الروائح واغلاها، صفف شعره الاسود الكثيف بعنايه .وضع عليه من الكريمات التى كان ثمنها كفيلا بإشباع عائله فقيره تحارب من اجل رغيف اسود به مسامير . إستقل سيارته الفارهه التى يغيرها سنويا حتى يباهى بها اصدقائه ونظراؤه. أعتلى مقعد القياده فى فخر وإختيال و اشغل المحرك.. اشعل سيجاره اجنبيه فاخره.. وضع موسيقى الجاز التى يعشقها فى هذا الوقت الساحر فى القاهره عندما تغرب الشمس ويبدأ نسيم بارد مهاجر من الشمال فى احتلال سماء المدينه. طارت سيارته من المنطقه الراقيه التى يقنطها قاصدا وسط المدينه حيث واعد اصدقاؤه فى سهرة حمراء .. لم يعانى الا عندما وصل لوسط المدينه وعندها توقف المرور، سأل مار بجوار السياره عما يحدث ؟ أجابه ان هناك قتل وضرب فى مظاهره ما. انتظر قليلا فى سيارته التى لم تتحرك لبضعة دقائق. نزل من سيارته واخذ ينظر عما يحدث. اقتربت خطواته من مكان الحدث . وجد دخان كثيف وصرخات استغاثه. قرّب اكثر واكثر ليرى دماء لا يعرف مصدرها، وجد عسكرى يضرب شاب ضعيف نحيف، اسرعت خطواته لينقذ الشاب من يد الشرطى، ضربه الشرطى وصرخ فى جهه ان يبتعد. لم يجد مفر سوى ضرب الشرطى وتخليص الشاب النحيف من قبضته. فرّ الشاب النحيف وشكره واعطاه حجر صغير وقال له تعالى معى لانهم سوف يقومون بالبحث عنا. أسرع مع الشاب النحيف، ووجد نفسه بلا ادنى رغبه فى وسط معركه حامية، رصاصات وحجاره متطايره، بدأ فى تكسير الحجاره وقذفها على العساكر كحال الشاب النحيف الذى اصبح قدوته فى تلك المعركه الغير متكافئه. كثر الدخان وعلت الصرخات، استمرت المعركه لساعات. جُرح من جُرح ومات من مات. نظر باحثا عن ذلك الشاب النحيف فلم يجده. سأل عليه ولكن لم يره أحد. نظر فى الجثث الملقاه على جانبى الشارع ولم يتعرف عليه. نسى السياره ونسى السهرة الحمراء. شكّ بأن يكون الشاب النحيف هو شخص واقعى رآه وتحدث معه. عاود مكانه لأرض المعركه ومعه من الحجاره ما يكفى للنجاه لبضع ليال آملاً ان يرى الشاب النحيف مرة أخرى
2 comments:
بوست ممتع:)
شكرا يا دكتره:)
Post a Comment