مَــاذا بَعْد؟

أتخذ لنفسى مجلساً فى الطائره المتجهه الى تلك البلاد التى بها عزيز لدى. ربما كان نفس المقعد الذى جلست فيه منذ بضعة شهور وكانت نفس الطقوس و الوجوه التى اصبحت خبيراُ فى قراءة ما تخفى من اسرار واسباب. انظر الى من حولى متجاهلا من يجلس جانبى فأنا لا أرغب فى صناعة الجديد من الاصدقاء أو الحديث عما اقوم بعملة وصياغته. فأنا مؤمن كل الإيمان بأن القادم ليس فى عظمة ما قد مضى و أن البسمات قد ولّت و ما تبقى منها ما هو إلا ديكور لخطوات مكتوب نهايتها فى كتاب محفوظ. فلما إذن بدء ما لم أستطع عليه صبراً ومقدرة لإتمامه وختامه؟
أخشى أسئلة من سألقاهم . هذا السؤال السحرى الذى طالما كرهته ولا أجد له جواب. ماذا بعد؟ يا له من سؤال غبى. كيف لى أن اعرف ماذا بعد؟ ومن أنا حتى اعلم ذلك؟ والحق اقول انى لا ارغب ولا أبحث عن معرفة اجابته. فأنا لست بساحر أو عليم بشؤن الغيب و الملكوت. انا مجرد أنا،  سجين لبضعة من الكلمات التى لا تتطابق قوافيها و خواتيمها
أترك افكارى التى زادت على مرضى مرضا و أنظر الى تلك العيون التى دمعت بعضها لفرحة العودة أو حزناً على الرحيل. لا أشفق على اى منها ولا احمل اى شعور انسانى تجاهها . هى تفاصيل ليست بالمهمه او الدقيقه.  فالنسيان اعظم عطيه وهبها الله لجنس الإنسان. ستطير الطائره لبلاد بعيده .. وسوف ينسى الدامعون دموعهم  . و تستمر الحياه 

No comments: