ظن انه خطيب بليغ يضاهى عبد الله النديم فى الثوره
العرابيه. ظن ان سوق زنانيرى هو ميدان عابدين القديم وان الباعة والتجار هم
الخديوى وحاشيته وحُرّاسه . وقف على قفص طماطم بعد ان ظن انه مسرح كبير:
أيها الناس .. فإن كبيركم وصغيركم .. رجالكم ونسائكم .. عزيزكم ووضيعكم ..غنيكم وفقيركم .. فعندى سواء. فأما الدم فله حُرمته وللقلب فجيعته ووجعته . واليوم، وأنا أعتلى منصتى هذه وفى يدى سيفى هذا، فأنى قد وليّت نفسى عليكم فقيها ووزيراً وعالماً وحسيباً. سيقول السفهاء منكم، من ولاّك علينا، ويقول العقلاء منكم ياله من يوم للزينه. فأما العدل فأنا أهله وخليله، والظلم فأنا قاتله وقاتل نائبه ووكيله. فمن إتخذ صراطى منهجا نجى من المهالك ومن حاد عنه فهو هالك. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد
ظن ان الطماطم المتطايره تجاهه هى رصاصات قاتله، فهرب
وفرّ وأخذ منها ساتراً وحجاباً.. وصرخ مناديا: ياحراس ..ياحراس. فلم يجد غير يدى
عبد الرحيم مُخبر القسم يلسعه على قفاه قائلاً : انت تانى
No comments:
Post a Comment