كلنا ركب مع هذا الملتحى الذى طلب من السائق أن يتوقف على "جنب" قبل أن تصل السياره إلى كمين الشرطه. ينزل الملتحى تحّفه دعوات الركاب بأن يقهر الله الشرطه ويذلهم بحق عزيز مقتدر. تجلس تلك السيدة العجوز فى مؤخرة السياره تمصمص شفاها قائله : ربنا ينتقم منهم. معلش يابنى. ربنا يبهدلهم زى ما هم مبهدلنا. كان البسطاء يشفقون على الملتحين الذين يعانون من قهر الشرطه وتعنت الجهاز الأمنى تجاههم. الأمر اليوم مختلف، الملتحون تلفظهم الشوارع فى طنطا والمحله والفيوم وغيرهم من محافظات الأقاليم. فأصبحت اللحية دليل على الشراكة فى الجريمة. لن نبحث فى النوايا وما تكنه القلوب. والتعميم جريمه وتعصب ولكن الناس يرون كل ملحتى الآن على أنه دليل وإمتداد للرئيس المؤمن الذى كذب وخان العهود. ربما تشعر بالحزن عندما تقرأ على تويتر نداء من شاب إخوانى بأن يتفادى الإخوه والأخوات النزول الى الشوارع الليله نظراً لهجوم الشعب على كل من هو ملتحى
30 يونيو لن يكون يوم جميل نتباهى بسلميته، لن تكون هناك لافتات خفيفة الظل نضحك عليها في الميادين. يعلم مرسى وهو الجهول بأن هناك دماء مصريه ستراق. ولكنه لا يهتم. كل تصريحات الأهل والعشيره فى الأسابيع الماضيه هى تصاريح إستفزازيه بها من الغطرسه ما بها. حركة نقل المحافظين الأخيره كان مفادها : إضرب راسك فى الحيط وأعلى ما فى خيلك إركبه. نعت المتظاهرين بالكفر هو الإعلان الرسمى بالحرب. يعلم الله أنهم لا يريدون نصرة دين أو رفعة شريعه كما يدعون. لو كان أى منهم يقرأ ويعى، لعلم أن بداية الفتنه الكبرى كانت بمقتل عثمان إبن عفان وكان سببها الأول هو تفضيل الأهل والعشيره بالإمارة والإغداق عليهم بالأموال. قُتل عثمان ولم يعرف بأى سيف قتل.
الآن، سيُقتل من يقتل، وستتفرق الدماء بين اللحى والكراسى والآمال السياسيه الوهميه ولن نعرف مِن منْ نقتص. سيتحمل الرئيس وجماعته دماء كل هؤلاء. بل سيتحمل الحزب الحاكم وشيوخه دماء شباب الإخوان الذي سمع وأطاع ونزل يبذل روحه فى سبيل شيئ مجهول وأحلام ورديه ووعود لن تتحق
هنا أتذكر ما قاله أحمد بهاء الدين بأن الفرق الرئيسى بين الإنسان والحيوان هو التاريخ الذى يتعلم منه ويحاول تفادى وتصحيح أخطاء الماضى. فما بالك بهؤلاء الذين نسوا الماضى القريب الذى لم يمر عليه أكثر من عامين.