على غلاف الكتاب وتحت العنوان الجميل المكتوب بخط الثُلث وجدت صورة للبحر وهو أزرق مستسلم لا حياة على سطحه. إنها تحب البحر ولكنها تكرة قدرته على كتمان إسرار البشر. صوت قطرات المطر وهى تضرب سطحه فى عنفوان، ضجيج الموجات الغاضبه وهى تعافر وتأبى أن تموت على جدران الصخور الساكنه، رمادية السماء وقت الخريف، كلها أشياء تبعث فى نفسها الخوف. كانت لا تخاف الزمان بأضلاعة الثلاثه: ماضى اللحظات وحاضرها ومستقبلها المجهول. إنها لا تخاف أى شيئ. ربما تخشى التغير وعدم الآمان فى الخطوات المهزوزه القادمه، كلا .إنها تحب التغير وتعدو إليه. قلبت الكتاب ورأت فى خلفيته تحت إسم الكاتب المكتوب بخط الرقعه، صورة جميله لمزرعة خضراء وفى وسطها حصان أبيض يجرى. كانت تعشق الخضره وتكره الحيوانات. ولكن الحصان جميل لا ذنب له. ليس بالضرورى أن نكره شيئ أو شخص لذنب مباشر منه. الحب والكُره كلها مشاعر قابله للتغير بالتعوّد والتفاوض. نظرت إلى غلاف الكتاب وصورة البحر، وخلفية الكتاب وصورة المزرعة الخضراء والحصان الأبيض وتسائلت عن العلاقة بين الصورتين. ترى ما هو الرابط المكتوب داخل تلك الصفحات ليربط الصورتين معاً. لابد أن تقرأ الكتاب حتى تعرف خبايا السطور والرابط المسحور بين الخضره والبحر والحصان الأبيض. وضعت الكتاب على المنضده جانب السرير وأخذت كتاب آخر لا صور على غلافه وبدأت تقرأ.
No comments:
Post a Comment