وفيْ الأَحلاّمْ، أكرهُكِ كثِيرَاً ...

كل الأحلام  الجميله أستيقظ منها وتصبح نسياً منسياً،  لا أتذكر منها شيئ سوي إبتسامه أو علامه من علامات بيت مسحور كنا نلهو في جنباته. أستيقظ مفزوع للورقه والقلم آملاً أن أكتب أي من تفاصيله ولكنها تتبخر عندما تطرف الشمس عيون الدنيا بأشعتها الصفراء. وضعت ورقه وقلم علي منضدة قريبة من فراشي حتي ألوذ اليهما وأفوز بسطر من أحلامي السعيده. كلما قربت الورقه والقلم من مرقدي، كلما زادت السرعة التي تضيع بها التفاصيل وتصبح طلاسم وألغاز من ماضي سحيق. لم أقرأ عن الأحلام وأسبابها وتفاسير ما بها. ولكني قرأت في كتاب لا علاقة له بالأحلام ما قاله فرويد عن إرتباط الحلم بالحالة المزاجية أو الإحساس بالجوع أو العطش. حاولت أن أؤمن بالطالع والنجوم والحظ ولكني فشلت.
 أما هذا الحلم الأخير فكان حقيقه كنبوؤة إبراهيم وحُلم ويوسف وصاحبيه فى السجن .فكانت تفاصيله صادقه أمامي كفيلم سينمائي علي شاشة ضخمة ثلاثية الأبعاد . أتذكر بوضوح الزمان وصمت الجدران البارده. رأيتك وسمعت نبرات صوتك الضعيف تلسع أذني كالسياط وأنت تتحدثين إليهم في خبرة وشبق. حاولت أن أغسل تفاصيلك الكريهه بحمام ساخن ضاعت فيه ملامح وجهي وأنا انظر قي المرآة، ولكن صورتك كانت محفوره بأزميل نحات بارع في ثنايا عقلي.  شربت القهوه والعديد من السجائر الصباحيه فتكومت سُحب الدخان في فضاء الحمّام وجسّدت المشهد أمامي من جديد .ذهبت مهرولاً الي فرويد قارئاً كتبه عن الاحلام، وطرقت أبواب طالما سخرت منها و لعنت طارقيها. غيرت طقوس نومي وجوعي وعطشي. صليت قبل النوم وتضرعت كاراهب متصوف فى محراب الصفح والغفران.ولكن تفاصيل القميص الأبيض الذي كنتي ترتديه بدت واضحه أمامي تتحدي ما بذلته من مجهودات النسيان. أستطيع أن أرسمه الف مره وأنا الجهول بفنون الرسم ومهارات التفصيل . حتي شعوري بالكراهية وجدته حيّ له روح تسعي وأظافر قبيحه تنهش في تلك البقعه المكنونه في روحي المسالمة . لم أقتلك بسلاح مسموم كفعل عامة البشر ولكني أخذت بنصيحة الحكماء وتجاهلتك كورقة شجر خريفيه في بركة من وحل.

2 comments:

Mazen raafat said...

معني الوجع والالم ووأد المشاعر

Mazen raafat said...