شُجعان الذكريات

سوف نذهب إلى شارع ضيّق مُظلم على بعد خطوات من النهر. إنعكاسات الأنوار من الجانب الآخر سوف تُذكّرك بمدينتك الأصلية. بعدها سوف نذهب إلى بائع فلافل ربما تختلف عن مدينتك ولكنها ستذكرك بها.
أتذكر هذه الأغنية؟ أول مرة سمعناها؟
أتذكر عبير هذا العطر؟
أتذكر تلك القهوة البسيطة فى شارع القصر العينى؟ بائعة الورد الصغيرة؟ رائحة عادم السيارات؟ الكُشرى ؟ محل الذهب؟ 
أتذكر عندما خبطت يدك أردافى دون قصد وتحوّل وجهك إلى الأحمر؟
ماذا عن هذا الكتاب الذى إشتريته من النبى دانيال وفتحته تقرأ فيه وأنا أمشى جوارك، وعندما وصلنا إلى الكورنيش رميته بغضب فى البحر دون أن تصل إلى صفحته العشرين؟
أتذكر كل هذا؟
لا أذكر أي من هذا! لا أريد.
أتعرفين من هم الشُجعان يا فاطمة؟
أولئك الذين يغوصون فى بحور ذكرياتهم بلا تردد. يُزيحون ما عليها من أتربة كمن يتحسس أجنحة فراشة يخشى عليها من الإندثار و يبحثون عن ضحكة هنا ودمعة هناك دون خوف أو رهبة. اما انا وأمثالى، نردم على الذكريات فى آبار عميقة حتى تموت ولا نراها مرة أخرى. أنا من هؤلاء يا فاطمة، الذين قال عنهم الحكيم: الجُبناء فى الذكريات

2 comments:

Mazen raafat said...

من فات قديمه تاه
الذكريات كجذور الشجر ان فقدت الشجره جذورها ماتت

Mazen raafat said...

من فات قديمه تاه
الذكريات كجذور الشجر ان فقدت الشجره جذورها ماتت