نظرت إليها وهى تجلس على الجانب الأيمن من السرير. بدت بعيدة رغم قُرب المسافة التى سمحت لى أن استنشق عبير جسدها. سألتها وأنا أحسد نفسى على تلك الفرحة المؤقتة:
- ما الذى قذف بكِ فى طريقى؟
ضحكت تلك الضحكة التى تنتزع القلوب من صدورها. تربعت فى مكانها الصغير وقالت:
- خشيت أم موسى عليه من بطش فرعون الذى كان يقتل الصبية خوفاً من بشارة سيدنا يوسف. لم تدر أم موسى ماذا تصنع به حتى ألهمها الله أن ترميه فى البحر ( اذا خفت عليه فالقيه فى اليّم ولاتخافى ولا تحزنى). صنعت أم موسى تابوتاً خشبياً ووضعت فيه الرضيع وألقته فى البحر ثم ( أصبح فؤاد أم موسى فارعاً).
قاطعتها فى الحال:
- ولكنى لست امرأة فرعون ولا أنتِ من الأنبياء.
لم تهتم بما قلته من حقائق كريهة تقتل الخيال وتطمس جمال التفاصيل والإستعارات:
- قدرّ الله لإمرأة فرعون أن تجد التابوت فى البحر دون ميعاد. تماماً مثلما قدر الله ان تلقانى دون ميعاد!
ثم ذهبت غاضبة.
No comments:
Post a Comment