نانسي - زميلتنا في العمل - تزوجت زوجها جو وهي في الثانوية العامة. في سن سبعة عشر، عرفت نانسي أنه هدية من السماء، وعرف جو أن لا حياة بدونها.
كانت تبكي وهي تحكي لنا أنها عاشت مع جو الـ (كل شيء). كانت تسأل نفسها وهي تنظر إلينا. تستنكر العهد الجديد:
- كيف أعيش حياة جديدة؟ أي حياة تأتي بعد خمسين سنة من الحياة
في كنيسة الأسرة، كانت تتحدث إلى ميكروفون صغير مُثبت على منصة خشبية صغيرة وجو راقد بجوارها على تابوت مزخرف تحفّه تماثيل صغيرة من الملائكة والقديسين. حاولتْ أن تمزح..تستدعي مواقف مرحة عن حياتها التى ماتت والآن، تسكن التابوت في صمت. مسحت نانسي دموع تنهمر بسرعة غريبة:
- جو كان أول كل شيء بالنسبة لي: أول حب، أول قُبلة، وأول قضيب...
ثم ضحكتْ وصمتتْ. صعدت صديقة لها وحضنتها وأزاحت عنها مشقة الحديث وأعادتها إلى مقعدها معنا نحن المتفرجون.
بعد موت جو، ظلّت نانسي تتابع أخبار الموت بين الأقارب والجيران والأصدقاء. عندما يموت فلان، ترسل لنا رسالة تصف فيها كيف مات. كانت تبرر الموت وتحاول أن تستوعبه. كانت تريد أن تقول لنا: انظروا..الموت موجود ولكننا لا نؤمن به إلا عندما يقترب منا. كل رسائل ناسي كانت عن الموت وكأنها تستنظره!
ذهبتُ إليها ذات صباح في مكتبها. لم أتحدث إليها ولم تسألني هي عن سبب الزيارة. جلستُ على مقعد أمام مكتبها. بكيتْ نانسي وهي تراني أشعر بالعجز عن عمل أي شيء لمساعدتها. قامت وحضنتني. ثم انصرفتُ
No comments:
Post a Comment