مقاعد الوحدة

 أكلت مقاعد المطارات من جلود الناس طبقات

على كل مقعد من مقاعد الوحدة، وُلدت ذكري

كان لكل ذكرى هدفا

ولكل هدف سهما خاب وجهته

في النهاية، إنهم يموتون قبل أن يموتوا

يلذون إلى القبور بحثا عن حياة

تتعانق الخيبات في حلقات حديديّة

 تتعانق الخيبات في حلقات حديديّة..
مع غروب كل شمس، يتحول اليوم إلى حلقة حديدية جديدة، تنضم إلى مثيلاتها لتُشكّل في النهاية أغلال تخنق العنق

خوف داخلي يزحف ببطء ومثابرة النمل في مواسم الشتاء.. عقوبة لا تنتهي بانتهاء الجزاء

لا أمل في إنسان سحقته الحياة

لم تترك شيئًا يتذكرها به

     طبعا كل الذكريات مؤلمة حتى سعيدها الذي ولّى ولن يعود. بالماضي كنت مؤمنا بأن الذكريات يمكن أن تنقذ حياتك. كتبت قصة عن شاب ماتت حبيبته، وانتفضت الدنيا من حوله. وهو في طريقه لقتل نفسه، ركب سيارته ووجد في منفضة السجائر أحد سجائر حبيبته والروج الأحمر لطخ نهايتها بلون الدم. مسك عقب السيجارة وبكى موتها. لم يقتل نفسه ولم يعيش بعدها ابدًا

*** 

    عندما غضب عمر من قمر، مزّق كل ما يُذكرّهُ بها. جلس في انتصار مهزوم يقامر نفسه بكلمات: "لقد ذهبتْ ولم تترك لي شيئًا أتذكرها به." 
عندما عادا.. قالت له: "هذه أشياء من رائحتي أتركها لك كي تعود يا غبي."
من حينها، يجُمّع عمر بصماتها من على الأرض.. ورقة.. كلمة.. أو حتى عتاب

الهروب فعل سخيف

 لم أنتقل من هناك إلى هنا رغبة في أي شيء سوى فعل الحركة نفسه. فالذي أهرب منه يلاحقني والذي أفرّ منه فزعًا أستحضره معي لجميع الأمكنة بنفس راضية. إذن.. الهروب فعل سخيف جدًا