كان للثورة أعداء
وكنا نحن أشدهم خطورة.
كان كل ضابط من ضباط الثورة يريد أن يملك .. يملك مثل الملك .. ويحكم مثل رئيس الحكومة.
لذلك فهم كانوا يسمون الوزراء بالسعاة … أو الطراطير .. أو بالمحضرين!
وكان زملاؤهم الضباط يقولون عنهم:
طردنا ملكاً وجئنا بثلاثة عشر ملكاً آخر!
هذا حدث بعد أيام قليلة من الثورة .. هذا حدث منذ أكثر من 30 سنة ..
وأنا اليوم أشعر أن الثورة عادت بتصرفاتها إلى عيوبها .. وأشعر أن ما كنت أنظر إليهم على أنهم أولادي، أصبحوا بعد ذلك، مثل زبانية جهنم .. ومن كنت أتصورهم ثواراً، أصبحوا أشراراً.
فيارب لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ..
ويارب لا تحاسبنا على ما نقوله، وإنما حاسبنا إن كنا لا نقول الحق.
لقد خرج الجيش في من الثكنات .. وانتشر في كل المصالح والوزارات المدنية .. فوقعت الكارثة التي لا نزال نعاني منها إلى الآن في مصر.
كان كل ضابط من ضباط القيادة يريد أن يكون قوياً .. فأصبح لكل منهم “شلة”، وكانت هذه الشلة غالباً من المنافقين الذين لم يلعبوا دوراً لا في التحضير للثورة، ولا في القيام بها .. والمنافق دائماً مثل العسل على قلب صاحب النفوذ .. لذلك فهو يحبه .. ويقربه .. ويتخلص بسبب من المخلصين الحقيقيين، الذين راحوا وراء الشمس، لأن إخلاصهم كان هما وحجراً ثقيلاً على قلوب الضباط من أصحاب الجلالة.
تعددت الشلل والتنظيمات داخل الجيش، وحول ضباط القيادة، وبدأ الصراع بين هذه الشلل، بعد أيام من نجاح الثورة، وحول من يومها إلى قتال يوحي بشراسة.
وظهرت مراكز القوى، بعد شهور قليلة، من قيام الثورة .. داخل مجلس القيادة وخارجه.
No comments:
Post a Comment