واضفت: أذكر یا ریس انه عندما كنت طالبا بجامعة فؤاد الأول كانت الأحزاب ممثلة بين الطلبة ولها زعامات، وكان أيضاً لجماعة الإخوان مثل هذا لكن لأن المنضمين لجماعة الإخوان كانوا يؤمنون بعقيدتهم فكان يكفي أن يقف واحد ليقول بصوت عال الله أكبر ولله الحمد وفى ثانية تجد حوله الآلاف كأن الأرض انشقت وأخرجتهم من بطنها ويختفى في لحظة وجود الأحزاب الأخرى.
وما أن قلت ذلك للرئيس حتى سألني بذكائه المعهود: ماذا تقصد؟ ! » قلت له: «في الحقيقة يا ريس أقصد عودة جماعة الإخوان المسلمين. قلت له ذلك بشكل مباشر وأضفت: أن ذلك من مصلحتك ومصلحة النظام لأنه لا أحد يستطيع أن يتصدى لهذا الكلام إلا ناس عندها عقيدة، فأطرق الرجل يفكر قليلا ثم فوجئت به يقول: وأنا موافق لكن بشروط» سألته: ما هي، قال: «أن يعودوا بمسمى آخر غير الإخوان المسلمين وشرطي الثاني ألا يدخل التنظيم الجديد أحدا ممن كان في الجهاز السري فقلت له: نعم الرأى .. هل أتكلم معاهم يا ريس في هذا الموضوع ؟، قال: «آه.. تكلم».
وفوجئت برفض عمر التلمساني عندما أخبرته وكانت حجته أن تنظيم الإخوان تنظيم عالمي وهو (أعي التلمساني) لا يملك أن يوافق على تغيير الاسم وقال مرشد الإخوان أيضا: " أنور السادات يريد أن يستغلنا." وحاولت مع التلمساني لكنه تمسك برفضه وشكرني للمساعي التي قمت بها.
في اليوم التالي قابلت الرئيس وقلت له: أنا غيرت رأيي يا ريس» فقال: «خيراً» قلت له: «بدلا من تغيير اسم الإخوان وخلافه أنا باقترح نشكل جماعات إسلامية في الجامعة»..
فسألني: ومن الذي يقوم بذلك؟! فأجبته: «إذا ما وافقت على الفكرة أنا على استعداد لتنفيذها فقال: «وأنا موافق».
- محمد عثمان اسماعيل يتذكر - الوزير الذي كلفه السادات بتشكيل الجماعات الإسلامية
No comments:
Post a Comment