حرية الصعلقّة

 انتهيت من قراءة مذكرات بابلو نيرودا وبدأت في الجزء الثاني من مذكرات جراهام جرين. كلاهما كان مفلسا في البداية ولم يملك أي شيء. في أواخر أيام بابلو نيرودا كانوا ينقدونه لأنه شيوعي ويملك سيارة ومنزل إلخ. وكان هو يسخر من هذا النقد بل يجد متعة في الرد على كل هذا. جرين استقال من وظيفته الصحفية في جريدة التايمز وكانت حياته المالية ضنكا حتى فتح الله عليه وكتب الكثير من الأفلام وغيرها من الروايات الناجحة التي بدأت في اشباع جوعه هو وأسرته. كلاهما تصعلق بحرية في البدايات من أجل التمسك بعمل ما يحب وهو الكتابة

***

 تمتلئ كثير من كتب التطوير الشخصي بالنصائح،  وبأن التغير لن يحدث لك بل أنت الذي سوف تحدثه. إن لم تبدأ الآن لن يتغير شيء.  عش الحياة ولا تدعها هي التي تعيشك!

***

قرأت في رواية ما أن عدم الإمتلاك هو قمة الحرية. لا شيء يؤثر على قرار الصعلقّة الذي تفكر فيه. أنت لا تملك أي شيء حتى يصيبك قلق فقدانه. 

***

أحد الشخصيات الثانوية في رواية أكتبها قرر ألا يحب إلا القليل من الناس حتى عندما يفقدهم تكون الوجيعة أقل. كلما زاد مقدار الحب، زاد مقدار الألم.

خبث الحياة

 سوف أكذب عليها في المساء عندما تسألني:
- كيف كان يومك؟
سأرسم على وجهي ابتسامة خالية المعنى، ربما غنّيت أغنية وأنا أجيب:
- كان يومًا رائعًا
سوف أغزل أسطورة عن جمال البشر، عن التعاون والحب والعدل والمساواة والحرية.
وعندما يحتجب القمر خلف غمامة من السحب، وعندما أضع رأسي على الوسادة، سوف ألعن العالم، وألعن قلبها الذي لم يتعود بعد على خبث الحياة.

ثم تُلقي ذنب ذلك على الله




 قائد جند القلعة: ماذا تعني ما عندك بيض؟
خولي القلعة: ليس الذنب ذنبي، إنما هي إرادة الله
قائد جند القلعة: يا للكفران! تقول ما عندك بيض ثم تُلقي ذنب ذلك على الله!
------
جورج برنارد شو - جان دارك

لستُ أعظم من الله

 



كان لابن الرومي قصيدة ضغيفة فاعتذر عنها قائلا:
" الجودة الملطقة لا تشترط في كل بيت من القصيدة. أنا لست أعظم من الله الذي يخلق الشجرة وفي أغصانها القوي والضعيف."

إنسان ضئيل السيرة

يأكل ويشرب وينام ويستيقظ ولا يزيد عن ذلك شيئًا. تُصبح الأسئلة والإعتراضات رفاهية بعيدة المنال.
إنه الإنشغل بالوسائل عن الغاية وبالظواهر عن الحقائق لأنهم أرادوا له ذلك. أرادوا له أن يؤمن بأن البقاء حيًا هو الغاية الكبرى. حتى في وسائل تحقيق العدل السياسي والإجتماعي مثل البرلمان والصحافة، هي وسيلة لكنها لا تحقق الغاية. كذلك القوانين والدستور، مكتوبة بطريقة جميلة لكنها لا تحقق أبدًا المرجو منها. 
إنهم يضعونه في سجن ويتجاهلون أنه من يولد في سجن يظل طيلة حياته يخطط للهروب. 

من هاوية الإنتحار

 زميلي مارك يتصل بي للشكوى فقط! 
كنت أظن في البداية أنها مكالمة طارئة والرجل يريد أن يُفضفض، وأن واجبي كزميل له يُحتّم عليّ أن أستمع له. لكن مكالماته الشاكية زادت عن الحد، وأصبح يتصل بي يشتكي من كل شيء وأي شيء حتى ولو كان جيد. لأنه في نظره ليس جيد بما فيه الكفاية.
في آخر مكالمة قبل أن يبدأ، قلت له:
- مارك، يجب أن تذهب إلى البحر
قال لي:
- لماذا؟
قُلت له:

_ لأن البحر هو الوحيد الذي لا يمّل ولا يشتكي من شكاوى الناس! أما أنا، فقد إقتربت ما هاوية الإنتحار! 

اليأس أكبر

 يراودنا الأمل في خجل.. يطرق الباب كسارق يخشى الدخول
مثل فأر مذعور في جحر صغير.. يرفع رأسه وعندما يتأكد أن المكان آمن، يخرج من حُجره
وقبل أن يأخذ خطوة واحدة، تهبط على رأسة مطرقة تقضي عليه ليموت في نفس الجُحر الذي أراد منه الهروب

ميثاق الأحرار وتعهدات الوطن - أمين معلوف



 

 …على وطنك أن يفي إزاءك بعض التعهدات. أن تعتبر فيه مواطنًأ عن حق، وألا تخضع فيه لقمع، أو لتمييز، أو لأشكال من الحرمان بغير وجه حق. ومن واجب وطنك وقياداته أن يكفلوا لك ذلك، وإلا فأنت لا تدين لهم بشئ. لا بالتعلق بالأرض، ولا بتحية العلم.

فالوطن الذي بوسعك أن تعيش فيه مرفوع الرأس، تعطيه كل ما لديك، وتضحي من أجله بالنفيس والغالي، حتى بحياتك، أما الوطن الذي تضطر فيه للعيش مطأطئ الرأس، فلا تعطيه شيئًا. سواء تعلق الأمر بالبلد الذي استقبلك أو ببلدك الأم. فالنبل يستدعي العظمة، واللامبالة تستدعي اللامبالاة، والإزدراء يستدعي الإزدراء. ذلك هو ميثاق الأحرار، ولا أعترف بأي ميثاق آخر.

- أمين معلوف - التائهون