الشيخ محمد الصعيدي كان أمام مسجد صغير في قريه صغيره بجوار مدرسه ثانويه مختلطه . وكم كانت تؤرقه كلمه مختلطه هذه
لم يكن الشيخ ملتحيا أو مرتديا عمامه . كان حازم كالسيف ولا يقبل الحال المائل - كما دائما يقول ويبرر تصرفاته. كان يدخن السجائر بعصبيه وشراهة مفكرشيوعي
ملّ أهل القريه خُطبه التي كانت تدور معظهما حول اختلاط المدرسه الثانويه ،وان وجود تلك المدرسه بجوار المسجد إثم عظيم وغضب من الله عز وجل على أهل القريه الذين دفنوا رؤسهم فى الرمال بدلاً من جهاد النفس والقضاء على الفساد باليد وهذا أفضل الإيمان
لم يجد أهل القريه مسجداً اخر بفرون اليه يوم الجمعه هرباً من الشيخ محمد ،فقد رضوا و سلمو للأمر الواقع وجلسو في المسجد منهم النائم ومنهم المتثائب ، ومنهم الذي ينظر في ساعته بين الوقت والآخر حالماً بقول المؤذن قائلاً : أقم الصلاة
وكانوا يذهبون لصلاه الجمعه غير مركزين فيما يقوله الشيخ، فكان كل كلامه يدور في محراب المدرسه المختلطه التي أوشك بعضهم علي حرقها حتي يكف الشيخ عن الحديث عنها
وفي جمعه من الجمع، اعتلي الشيخ المنبر وبدأ يتحدث عن المدرسه قائلا
" ان اختلاط الطلبه لا يليق يموقع المسحد الذي يبعد عنها خطوات معدوده . لا يفصل بين المسجد والمدرسه غير تلك الحديقه الصغيره التي يجلس فيها العشاق. تحت كل شجره تجد الحبيب"
وعندما سمع الناس النيام كلمه الحبيب تسارعو قائلين
صلي الله عليه وسلم
انفجر الشيخ محمد غاضبا صارخا
الحبيب هنا ليس المقصود به المصطفي صلي الله عليه وسلم يا بهائم
ونزل الرجل من على المنبر تاركا المسجد .ولم يعرف الناس ما جري للشيخ محمد . فقد اختفي فجأة وغاب عن الأنظار. في صباح يوم ما وجد أهالي القريه سيارة إسعاف تقف أمام منزل الشيخ محمد ،ونزل هو مع الطاقم الطبى على إحدى الناقلات ودمه قد غرق جلبابه ورأسه ملفوف بالشاش والقطن الطبى
لم يعرف الناس ماذا جرى للشيخ محمد إلا فى صباح اليوم التالى عندما رأو سيارة الشرطه وبها زوجته ! إتضح فيما بعد أن زوجة الشيخ محمد قد ضربته بمفتاج أنبوبة البوتاجاز لانها ملّت حديثه عن المدرسة المختلطه
No comments:
Post a Comment