أَجَفَاءٍ هُوَ أَمْ قَدْ إِقْتَرَبَ الْلِّقَاءِ؟

اللهم ارحم أبى و أبلغه منى السلام. تذكرته بالأمس ، والحق أقول أنى لم أنساه كى أتذكره ولكنى أشتاق إليه اليوم أكثر.
كنت أُقلّب السُكر فى فنجان الشاي، سرحت، وظللّت أقلب وكأنى أوّد التخلص من جبال من الهموم. الملعقه تضرب جنبات الفنجان ويخرج منها أصوات مزعجه. إبتسمت هنا عندما فرغت من سرحانى و توقفت عن تقليب السكر.
ففى إحدى المرات فعلت نفس الفعله وقلبت السكُر بالملعقه لفترة أطول مما ينبغى، وكان أبى يقرأ جريدته التى وضعها جانبا ونظر لى قائلاً :
على فكره، فى واحده جارتنا أطلقت من جوزها بسبب تقليبها الشاى بنفس الطريقه دى!
ومنذ هذا اليوم وأنا أبتسم عند سماع صوت الملعقه وهى تضرب فى الفنجان. وأحياناً كثيره أتعمد الإطاله فى تقليب السُكر حتى أسمع صدى كلماته فى أذنى.
لا أدرى سبباً جديداً لهذا الإشتياق الزائد هذه الأيام. ربما أريده اليوم سنداً أو ناصحاً أو على الأقل أتخذه ساتراً أتخفى ورائه وأحتمى به. أشعر بالغيره و أخفيها عن أخواتى و أنا أكبرهم. فالجميع يراه فى المنام يوم تلو الآخر و أنا لم أره فى منامى مره واحده منذ وفاته. كذبت عليهم مرّات و إدعيت زيارته لى
لا أدرى لما الجفاء و أنا لم أقُصّر فيما قد سُند إلى وعاهدت عليه. لا أقصد الجفاء من طرفه، فهو كان رمزاً للوصل والوصال و أنا الذى فضلّت الفراق فى سن صغيره وإخترت البعد عن البقاء لأسباب واهيه و أحلام لا تسوى ذكرى واحده من تلك الذكريات.
لا أعتقد إنه جفاء إذن ولكنه قرب اللقاء

No comments: