عمْ محسن مات قبل أن يرى مصر التى يحب

قضى الرجل  فى نيويورك أكثر من أربعين عاماً هارباً من أشياء كثيره لا يعلمها إلا هو.تفاصيل كثيره ضاعت وسقطت منه. كان فنان يعشق الأرابيسك والأعمال النحاسيه. كان يرى صديقى خالد ورفاقة يتظاهرون آيان ثوره يناير. سعيد بهم فخور بما يصنعون فى برد نيويورك القارص. كان يجلس فى مجالسهم يسمع لهم وعلى قسماته آلاء الفخر. يراقب ولا يتدخل يري ميدان التحرير يلتهب وتنتقل الحراره الى ميدان التايمز فى نيويورك. آخر مره رأيته عندما أصدر مرسى الإعلان الدستورى الفريد الذى كان بداية نهايته. كنت أمشى مع خالد وأوقفنا عم محسن معاتباً لخالد: عاجبك اللى انتو عملتوه فى البلد؟ شفت البلد حصل لها إيه؟ اللى تحسبه موسى يطلع فرعون. نفسى أزور مصر الحلوه قبل ما أموت يا خالد. شعرت بذنب ما تجاه عم محسن الذى لم أتحدث معه إلا دقائق. كلما رأيت دم ونار وخراب، تذكرت عم محسن وحلمة البعيد المنال.
بالأمس قابلت شخص ما قال لى بأن عم محسن مات يوم 28 يونيو. مات قبل أن يرى أشياء كثيره حدثت وكنت أودّ أن أسأله عن رأيه فيها. ربما أبعدت هذه الأحداث حلمه أو ربما قرّبته، هو وحده الذى يعلم تلك الإجابه التى دُفنت معه هنا بعيد عن مصر الحلوه التى حلم أن يراها. رحمك الله يا عم محسن ورحم حلمك المستحيل.

.

No comments: