يَوُمْ لَن تَطْلع لهُ شَمْس

سماء رماديه، بارده، بلا روح ، لا تسُرّ الناظرين. معركه خفيّه بين أكوام السحاب السميكه وأشعة الشمس التى تعانى من بقايا شيخوخة الليل. المعركه كانت محسومه ومعروف نتيجتها للعالمين منذ البارحة عندما قال مذيع الأرصاد الجويه فى كلمات ربما تكون مختلفه عن الكلمات التاليه ولكنها تحمل نفس المعنى :إنه يوم أغبر لن تطلع له شمس.
 بواب الفندق الفخم طامعاً فى البقشيش، يُصّفر من أعماقه ويرفع يديه بحماس مُصطنع طالباً تاكسي لنزيل تبدو عليه علامات العجله. فاتنه ذات نهدين من السليكون الطازج تتبختر فى خيلاء وتسحب خلفها كلب أبيض أسمن من نصف مواطنى الصومال. أمام باب الجراج المجاور للفندق الفخم يقف عجوز ذو كرش مستدير يدخن سيجارته بينما يختلس بين الحين والآخر نظرات نشوه بعيدة المنال  لفتاة عشرينيه ذات أرداف مرمريه  تعبر الشارع في ثقة وثبات.
 من أحد شبابيك المبنى المقابل للفندق، تخرج سيده بقميص نوم بنفسجى لا يخفى من صدرها إلا الحلمة اليمنى وهى تصرخ فى البواب بأن الشمس لم تشرق بعد وأمرته بالتوقف فوراً عن إستخدام الصافره كى تستطيع أن تكمل نومها.
بغتة، يهرب الكلب السمين من الفاتنه ذات الصدر السليكونى وتخبطه سياره كانت تحاول أن تدخل الجراج ولكن سائقها كان مشغول بصاحبة الأرداف المرمريه. جلست الفاتنه على ركبتيها تنعى كلبها الصريع، أشعل العجوز سيجارة جديده من مؤخرة السيجاره التى لا تزال فى يده كمشاركة عمليه للفجيعة التى أصابت فاتنة السليكون. تمسح الفتاة العشرينيه عابرة الشارع دموعها بالمنديل الذى قدمه لها البواب. قرر ذبون الفندق أن يمشى وهو ينظر إلى ساعة يده بدلاً من يأخذ تاكسى. عادت السكينه للشارع وأغلقت صاحبة القميص البنفسجى شرفتها وعاودت نومها فى هدوء.

No comments: