في فراق الكتب ومؤخرات الفاتنات

لم تُبهره أضواء ميدان التايمز الخلابه ذات الألوان البرّاقه، لم يهتم بأبواب أتوبيسات النقل العام التى تميل جانباً حتى يستطيع الركاب من ذوى الإحتياجات الخاصه الصعود بالكراسى المتحركه. لم يفتح فمه من الإستغراب عندما رأى أصناف أكل الكلاب والقطط المتنوعه التى تملأ السوبر ماركت، لم يبلع ريقه ويستغفر ربه عندما رأى الفاتنات من كل صنف ولون. كل مساء يعود من جولاته السياحيه الصباحيه غير مهتم بما رأى . حتى جاءت هذه الليله، حضر وعلى وجهه إبتسامة عريضه كمراهق عائد لتوّه من أول ميعاد غرامى.
قال بكل حماس: لن تصدق ما قد رأيته اليوم
قلت: أخيراً، شيئاً ما قد أصابك بالإنبهار فى هذه المدينه
قال: شيئ وأى شيئ .. لقد ذهبت إلى المكتبه العامه الكبيره. الفرع الرئيسى بالتحديد وظللت أجوب فى رحابها حتى سرقنى الوقت. جاء موظف من موظفى المكتبه وطلب من جميع الحضور المغادره لأن ميعاد إغلاق المكتبه قد وليّ منذ فترة؟ كرر الرجل طلبه مرات ومرات وسط تباطئ القرّاء وكأن الكُتب قد لُصقت بأيدهم. كنت دائما تسألنى عن الإبهار الحقيقى؟ نعم قد رأيته فى نظرات الحزن التى ملأت عيون القرّاء على فراق الكُتب وليس الأنوار الملّونه ومؤخرات الفاتنات.

No comments: