تقول إحدى أساطير الخلق الرافدينيّة إنّ الآلهة كانت، ولزمن طويل، تقوم بعملها وتؤدى واجباتها فمنها من يزرع ومنها من يحصد ومنها من يصنع . لكنها تعبت فاشتكت إلى إله الماء والحكمة، آنكى، كي يخففف عنها. لكنّه، لم يسمع شكواها لأنه كان فى أعماق الماء. فالتجأت الآلهة إلى أمه، نمّو، التى ذهبت ونادته قائلة: " أى بنىّ، إنهض من مضجعك واجعل للآلهة عبيداً." فتأمّل آنكى ثم دعا الحرفيّين الإلهيين لصنعوا البشر من عجينة من الطين وقال لأمه: " إن الكائنات التى ارتأيت خلقها ستوجد وسوف نصنعها على شكل الآلهة. اغرفى حفنة من طين من فوق مياة الأعماق وأعطها للحرفّيين ليعجنوا الطين ويكثّفوه وبعد ذلك قومى أنت بتشكيل الأعضاء بمعونة الأم الأرض." هكذا خلق الإنسان ليحمل العبء ويأخذ عن الآلهة عناء العمل.
قال آنكى للآلهة العظام" "سوف أجهّز مكانا ظهوراً، وسيذبح هناك أحد الآلهة. فليتعمد بقية الآلهة بدمه، وسوف نعجن بلحمه ودمائه طيناً، فيكون إله وإنسان معاً، سيتحدان فى الطين إلى الأبد.. "
سنان أنطون – وحدها شجرة الرمان
No comments:
Post a Comment