لو لقيتو راجل بيوزع بعابيص ببلاش، هتروحو تقفو فى الصف!

Alexandria_by_SherifShaaban

عم أحمد كان بيتهته فى الكلام، وكان بيسخر من نفسه أحيانا لأنه سمع المنتصر بالله بيقول مره فى التلفزيون حب عيبك يحبك. من ساعتها بقى يقول لنفسه، إذا كان الأحول مش همه حاجه، هازعل أنا ليه؟ بعد ما يخلص شغله ويلم إيراد المحل، كان بيروح قهوة متواضعة فى شارع جانبى من كورنيش البحر.
كان بيكره القهواى اللى على الكورنيش. دايماً كان يقول عليها قهاوى الغرباء السياحية. بس ما كنش ده السبب الأساسى اللى بيمنعه إنه يروح هناك. كان بيخاف من النسوان اللى لابسه عبايات سوده وحطه كُحل كتير فى عيونها. كان دايماً مفكر إن واحده فيهم هى جنيّة البحر، طالعه على الكورنييش تخطف واحد، وتنزل بيه. كان دايماً يقول هو فى واحده حواجبها سمره وشعرها احمر غير العفاريت!
يروح للقهوة الغلبانه يشرب معسل ويقعد مع شلة مقاطيع نادر أما حد فيهم بيشتغل، بس كان بيحبهم لانهم كانوا مصدر بهجه رخيصه. ضحكة من القلب، أو نكته قبيحه. وهو رايح القهوه كان بياخد معاه سندوتشات كبده وسدق وشاورما. كان بيعمل حساب المقاطيع لأنهم دايما جعانين وعمرهم ما قالوا لأ. حتى صباع الحشيش اللى كان بيجيبه كل يوم خميس، كان بيعمل حسابهم فيه. ضحكاتهم كانت تملاء فضاء الشارع الضلمه اللى القهوه فيه، مش بس كده، كانت بتجلجل وتسافر لقهواى الكورنيش السياحية حيث العفاريت الصامته!
ذات مساء خاص، تغير تاريخ عم أحمد، قفل المحل واخد السندوتشات وراح القهوه كعادته. طلع السندوتشات وأكل مع شلة المقاطيع اللى باصين له فى كل حاجه. وهو بيشرب الشاى، طلع من جيبه برشامه للصداع، بعد ما فتح البرطمان لقى ايادى شلة المقاطيع كلها ممدوده. هم كمان عاوزين برشام من اللى بياخده. هم مش عارفين برشام إيه ولإيه، بس هم عاوزين وخلاص!
غضب عم أحمد وثار، وبعد ما شخر وقال الكام أحيه اللى ربنا قّدره عليهم، رمي برطمان البرشام فى الأرض ووقف لهه على الكرسى يصرخ ويخطب فيهم: يعنى ياولاد القحبة، سندوتشات بأجيب، حشيش بأديكم، معسل وشاى بأحاسب عليه، حتى برشامة الصداع باصين لى فيها؟
على الطلاق لو لقيتوا راجل بيوزع بعابيص على البحر ببلاش، هتروحوا تقلعوا وتقفوا فى الصف!
بعدها، عم أحمد ما بقاش يروح القهوة الغلبانه بتاعة المقاطيع. سلم أمره لجنيّة من ذوات الشعر الأحمر والحواجب السوداء، وقعد على قهوة على الكورنيش دون أن يضحك.

No comments: