نُشرت فى مصر العربية
قال المرحوم فرج فودة أن مآساة دولتنا هى عدم تسمية الأشياء بمسمياتها الطبيعية. كان يتحدث رحمة الله عليه عن العلمانية التى وصفها بعض الجُهال بالكفر. فنحن دائمًا نُسمى الأشياء بأسماء أخرى أحيانًا تدليلًا، أو سخرية أو هروبًا من الواقع والمعني الحقيقى. استعارنا شخصية المرحوم خالد صالح فى فيلم هى فوضي لنطلق على دولة الجرائم دولة حاتم بينما وجب علينا أن نقول سرطان أمناء الشرطة الإجرامي مثلًا. وجب علينا أن نذكر أنفسنا كل يوم بكلمة " جريمة". وجب ألا نسخر من القتل الذى تعودنا عليه وتعود هو علينا.
فى فديو شهير على شبكات الإنترنت سأل ضابط الرئيس عبد الفتاح السيسي عن محاكمات الظُبات عند الإتهام بقتل المتظاهرين ، رد الرئيس : مش هنحاكمكم. وفى فديو آخر حديث قال الرئيس مخاطباً الظباط: أنا جاي أشكركم
اذن آمن هؤلاء العقاب أو بالتحديد عرفوا انه لايوجد عقاب ولذلك أساؤا الأدب.
وزارة الداخلية كانت من الأسباب الأساسية لسقوط مبارك. وكان التعذيب والظلم والقهر دائمًا وأبدًا الوقود الذي يحرق عروش الطغاة. لكن لم يستوعب أحد الدرس. الأغبياء فقط لا يتعلمون من التاريخ. كتب أحمد بهاء الدين أن الفرق بين الإنسان والحيوان هوالتاريخ. الإنسان يتعلم من تاريخه ويتفادى الأخطاء التى إرتكبها فىالماضي. فما بالك إذا كان هذا التاريخ حديث ، لون دماءه لم تغمّق بعد!
بعض الناس قبلوا ما يحدث فى مصر. قبلو القتل والإختفاءات القسرية والأحكام المضحكة على الأطفال. بعض الناس قبلوا ضيق العيش والذل فى طلب قوت اليوم ، قبلوا قناة السويس الجديدة التى لا يعلم احد عنها. قبلو المليون وحدة سكنية للشباب. قبلوا كل شئ لم يحدث ولن يحدث وقالوا بل ندعم الدولة حتى تقف على قدميها. ولكن الدولة لا تريد أن تدعم نفسها! أكثر من عشرة جرائم لأمناء الشرطة فى أسبوع بين سحل وقتل وتعذيب وسرقة ومحاولات تحرش. كيف تدعم الدولة نفسها بهؤلاء؟
سأل مذيع بالأمس التباع الذي يعمل مع شهيد الدرب الأحمر (دربكه) عن أسباب الجريمة وما حدث . قال الشاب أن دربكه – رحمه الله- طلب من أمين الشرطة أجرته، فقال له الأمين أنا حكومة ! ثم قتله.
No comments:
Post a Comment