ضد الحبس فى قضايا النشر

نُشرت فى مصر العربية 
"... أنه بسبب نشر المتهم مادة كتابية نفث فيها شهوة فانية ولذة زائلة وأجّر عقله وقلمه لتوجه خبيث حمل انتهاكًا لحُرمة الآداب العامة وحسن الأخلاق والإغراء بالعُهر خروجًا على عاطفة الحياء وعن المُثل العامة المصطلح عليها فولدت سفاحًا مشاهد صورت اجتماع الجنسين جهرة . وما لبث المتهم أن ينشر سموم قلمه برواية أو مقال حتى وقعت تحت أيدي القاصي قبل الداني والقاصر قبل البالغ فأضحى كالذباب لا يري إلا قاذورات فيسلط عليها الأضواء والكاميرات حتى عمّت الفوضي وانتشرت النار فى الهشيم..."
هذا ليس مشهد من فيلم كوميدى ولكن قرار احالة النيابة فى قضية حبس الكاتب أحمد ناجى
بعد أن حكمت محكمة على طفل لا يزيد عمره على أربعة سنوات بالمؤبد لإرتكابه جرائم وعمره عام واحد، تم الحكم اليوم على الكاتب أحمد ناجى بالسجن عامين بتهمة خدش الحياء العام. مهزلة الأحكام التى تدعو للسخرية وتجعل منا أضحوكة مستمرة بسرعة قطار مجنون لا يستطيع أحد التحكم فيه.
هذا الحكم إهانة للعقول وسيف مُسلّط على رقاب وأقلام أي كاتب. بعد الأحكام والقوانين التى منعتك من الكلام والإعتراض والتظاهر، الآن يسلبون حقك في الخيال والتفكير! هؤلاء يخافون من إستخدامنا علامات الإستفهام والتعجب ! بالتأكيد هناك تعاريف عديدة لخدش الحياء العام ولكن بالتأكيد الكتابة ليست واحدة من هذه التعاريف. خدش الحياء العام هو الفشل فى حل المشاكل الإقتصادية والإصلاح السياسي ومحاربة الفساد والقضاء على بلطجة أمناء الشرطة. خدش الحياء العام هو المشاريع الوهمية والإعلام الذي يُطبل لإختراع الكفته. خدش الحياء العام هو إحتضار العملة المحلية وإلقاء اللوم على تماسيح الإخوان! خدش الحياء العام هو براءة الضابط الذي عذًب وقتل سيد بلال وإخلاء سبيل أمين الشرطة الذى راود إمرأة المترو عن نفسها وتحرش بها!
هذا الحكم هو إنتهاك واضح وصريح للدستور وفى عهد الرئيس الذى دائمًا يذكرنا بأنه قضي على الإخوان الذين كانوا سيأخذوننا إلى العهود البائدة فى قتل الفكر والحرية! هنا لابد من وقفه من جميع الكُتاب وأولئك الذين إتخذوا من الخيال سلاحًا للدفاع عن أقلامهم وما تكنه صدورهم. إذا لم تتحرك اليوم وتدافع عن الحرية فى الكتابة والإبداع سوف يأتى دورك يومًا ما وأنت خلف قضبان الجهل والتخلف. وجب على ناشر رواية "إستخدام الحياة" جعل الرواية متاحة للجميع أو على الاقل نشر الفصل الخامس الذي سبّب إرتفاع ضغط الدم وإحمرار الوجه للمدعى الذى رفع القضية!



No comments: