لماذا أحضر ابراهام لينكولن المعارضة إلى غرفة مكتبه؟




(1)
قبل تولي السيسي الرئاسة، أو بالتحديد عندما خلع بدلته العسكرية وأخذ يُروّج لأفكاره وبرنامجه الانتخابي المتمثل فى " أنا أعرف مشاكل مصر كويس و معايا الحل". جلس الرجل فى حوار دعائي مع إبراهيم عيسى الذي أخذ يطرح  الأسئلة بكل أدب بعد أن نهره الرئيس قائلًا: " لن أسمح لك أن تقول عسكر. لن أسمح لك". سأله إبراهيم فى خشوع:
-      ماذا لو حدث اختلاف مع الشعب؟
-      سوف أتبع مبدأ يا تقنعني يا أقنعك.
طبعًا كانت هذه دعابة انتخابية.
(2)
فى 3 يوليو 2014- منظمة العفو الدولية: بلغ عدد المعتقلين 40 ألف معتقل.
بين أغسطس 2015- أغسطس 2016، المفوضية المصرية للحقوق والحريات: اختفاء 912 شخص قسرًا. 52 منهم لم يظهروا حتى وقت أن أصدرت المفوضية تقريرها
(3)
إن من يأتي للإصلاح حقًا لن يخشى المعارضة. لأن هذا الُمصلح أتى إلى هذه النقطة بهدف يؤمن به وهو تقدم أمته. المصلح يسمع إلى معارضيه، والمعارض الوطني أحب وأفضل  عند المصلح الحقيقي من أذرع الطبل التي تهلل لكل شيء حتى الغرق.
(4)
قرر إبراهام لينكولن خوض الانتخابات الأمريكية عام 1860 عن الحزب الجمهوري. كانت الانتخابات الأولية للحزب شرسة عنيفة بين لينكولن وثلاثة من ألدّ أعدائه وهم سالمون تشيس، وليام هنري ستيوارت، و ايدوان بيتيس. كان لينكولن أفقرهم مالًا و أقلهم حظًا فى التعليم. علّم نفسه بشراء الكتب وسماع الخطب والحكايات مِن مَن هم أكبر منهم سنًا. كان يستخلص من كل حكاية عبرة وموعظة ويقوم بتطبيقها فى حياته. كتب لأحد أصدقائه قائلًا: "بالتأكيد أنا لست اختيارهم الأول وحتى الآن لم يقدم أحد اعتراض مسبق.."
بعد أن نجح لينكولن وفاز برئاسة الولايات المتحدة إتصل بالمنافسين الثلاثة وعرض عليهم العمل معه فى حكومته. قال لهم:"...عندما تراني أقوم بعمل أي شيء من أجل بلادنا لا ينبغي القيام به، يجب أن تقول لي وتشرح لي لماذا؟" طبعًا هذا فى الأعراف السياسية جنون. من الذي يأتي بخصومه للعمل معه؟ هؤلاء ليسوا أي خصوم،بل كان يكره بعضهم البعض. كان مؤمن بالتعاون فى الحكومة وبالرغم من أنه القائد لم يقل أنه يعرف كل شيء بالعكس كان يطلب المشورة عندما يستعصي عليه الأمر. كان يعرف أن هذه المشورة لتقوية أفكاره. كان يأخذ رأيهم فى خطاباته ويصغي إلى النقد الذي يقدمونه. كان مؤمن بأن أي فكرة لابد من مراجعتها أكثر من مرة وإعادة التدقيق فيها. لينكولن أحضر المعارضة إلى غرفة مكتبه ولم ينتظر أن يسمع ما يمليه عليه المستشارون لأنه كان يعلم علم اليقين أنه يحتاج إلى صوت آخر مختلف يشرح له غلطاته فى هذا الوقت الصعب الذي كانت تمر به البلاد وهو الحرب الأهلية.
(5)
نائب فى البرلمان المصري يقترح إلغاء جميع الأحزاب ودمجها فى حزب واحد قوي هدفه مساندة الرئيس والوقوف خلفه فى هذه المرحلة الحرجة التي لا يجب أن يكون فيها صوتًا آخر.
(6)
ماركيز: " كلما زادت سلطتك، كلما ازدادت الصعوبة فى معرفة من يكذب عليك و من يقول لك الحقيقة. عندما تصل إلى السلطة المطلقة، تفقد أي اتصال بالواقع، و ذلك أسوأ أنواع العزلة. الشخص القوي جدًا، الديكتاتور، هو شخص محاط بمصالح وأناس غايتهم هي عزلُه عن الواقع، تتعاون كل العناصر لعزله"
(7)
مانشيت فى جريدة المصري اليوم:
" التربية والتعليم : هذا العام سيتضاعف عدد الطلاب بالفصل نتيجة توقف بناء المدارس منذ أربع سنوات للأزمات المالية الذي تعانيه الوزارة."
مانشيت فى جريدة اليوم السابع:
"ضمن جهود الداخلية لتطوير منظومة السجون، وزارة الداخلية تنتهي من بناء السجن رقم 26 المصمم وفق النظم والمعايير الدولية."
مانشيت جريدة الشروق:
"مليار جنيه بدلات ومكافآت للقضاة خلال شهر الصيف."
(8)
هاشتاج"هنختار السيسي" يتصدر تويتر لمطالبة الرئيس بالترشح لفترة رئاسية أخرى:
" الفترة الأولى كانت لإنقاذ البلاد، والفترة القادمة للنهضة و حصاد الإنجازات."

No comments: