17 رمضان - جُرجي زيدان


(..ثم وقف بغتة والتفت إلى ذلك الخليج وجعل يخاطبه قائلاً ألست أنت الخليج الذي أشار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بحفرك؟ قل لي بمائك الذي يجري فيك هل علم ابن الخطاب لما أذن بذلك أن دولة الإسلام سيقضي عليا بالانقسام حتى يحمل عامتهم على خليفتهم فيقتلوه ثم يختلفون على الخلافة فيقتسمونها ثم يختصمون على اقتسامها. هل خطر لابن العاص يوم نزل وادي النيل وحاصر هذا الحصن المنيع حصن بابل أنه سيجرد سيفه على المسلمين ويقتل ابن أبي بكر حرقاً بالنار ثم ينقم على ابن عم الرسول فيستخرج الخلافة من يده بالحيلة.. أين أنت يا عمر يا أمير المؤمنين يا جامع كلمة المسلمين كانت المدينة مقر الخلافة وأنت على كرسيها فأصبحت منقسمة على نفسها يدعيها غير أهلها.. آه يا ربي ما هذه الحال يا ليتني متّ قبل ذلك … ) 17 رمضان - جُرجي زيدان

No comments: