(فما هو شأن هذا القرد
فضحك عامر وقال: هذا هو، «أبو القيس» وقد ربَّاه يزيد بن معاوية وسمَّاه بهذا الاسم، فإذا جلس للشراب مع منادميه طرح له مقعدًا معهم، وهو قرد خبيث كثيرًا ما يركب هذا الأتان ويخرج لمسابقة الخيل في أيام السباق، وقد يحوز قصب السبق عليها كلها.
اشمأزت سلمى مما سمعته عن يزيد بن معاوية، وقالت: أإلي هذا الحد بلغت حال الخلافة! أين هذا من عصر الخلفاء الراشدين، وقد كانت أثوابهم من الكرباس الغليظ، ونعالهم وحمائل
سيوفهم من الليف، وكانوا يمشون في الأسواق كبعض الرعية! هكذا كان أبو بكر، وكان عمر بن الخطاب، وهكذا كان علي بن أبي طالب! أين الزهد والتقوى! أين العدل والقسط! أين الحزم والعزم! أين العلم والفضل!
وا أسفاه على الإسلام والمسلمين.)
- غادة كربلاء - جُرجي زيدان -1901
No comments:
Post a Comment