- الصراع الاجتماعي والسياسي في مصر (1952-1954) - عبد العظيم رمضان


ولقد كانت رؤيتي لثورة يوليو، حين كتبت هذه الدراسة رؤية ايجابية، اذ لم يكن قد تكشف في وقتذاك ما تكشف في فيما بعد من سلبياتها التي اثرت سلبا على مستقبل مصر، ولذلك كنت أرى في انتصارها على القوى الوطنية والتقدمية في ذلك الحين مما يخدم حركة التاريخ. على أن دراساتي التاريخية التالية لإنجازات الثورة، ودراستي لحرب يونية ١٩٦٧ التي قدمتها تحت عنوان: تعظيم الآلهة قد غيرت هذه الرؤية، إذ بت أكثر اقتناعا بأن انتصار القوى الوطنية والتقدمية في ذلك الحين كان يخدم مستقبل مصر بأفضل مما خدمها انتصار الثورة على الرغم من انجازاتها الكثيرة المحققة - لأن الشعب على الدوام أكثر قدرة على تحقيق مصالحه من أية مجموعة حاكمة تفرض وصايتها عليه، حتى ولو كانت مخلصة في تحقيق مصالحه، كما أن ضمانات الديمقراطية أقوى من ضمانات الدكتاتورية العسكرية للإنجازات الوطنية.

No comments: