من شهادة الفريق أول محمد فوزي رئيس أركان القوات المسلحة، والأسباب التي أدت إلى هزيمة يونيو 1967 وخطوات إعادة بناء القوات المسلحة
------------------
"دخول القوات المسلحة في الاصلاح الزراعي والاسكان والنقل الداخلي وأعمال مباحث أمن الدولة والسد العالي وأشياء أخرى كثيرة، وكان للقوات المسلحة مندوبون في هذه الجهات يمثلون القمة أي يمثلون المشير عامر وشمس بدران ... ويهمني في هذه النقطة من الناحية التاريخية القول إن انتشار سلطة القوات المسلحة في مختلف من نشاطات الدولة أخرج القوات المسلحة أو قلل اهتمامها بمسئوليتها الأساسية وهي إعداد القوات المسلحة للقتال."
"وكانت الخطوة الرئيسية الثالثة لإعادة البناء هي إبعاد قواتنا المسلحة عن كل عمل مدني سبق تكليفها به. فقد أعيد الضباط الذين يعملون في قطاعات مدنية إلى وظائفهم العسكرية أو تم نقلهم نهائياً إلى وظائف مدنية، وتم إلغاء وحدات غير مقاتلة كانت مكلفة بأعمال مدنية من اختصاص وزارات أخرى، وبذلك احترفت القوات المسلحة عملها العسكري فقط."
ولقد كانت هذه الخطوة من أفضل الخطوات التي اتخذتها القيادة السياسية مع القيادة العسكرية في هذه المرحلة، بعد أن كانت القيادة العليا للقوات المسلحة قد زحفت إلى أعمال مدنية لا شأن لها بها، حتى أصبح المشير عامر في وقت من الأوقات رئيساً «للجنة تصفية الاقطاع» في وقت كان مطلوبا منه أن يتفرغ للعمل العسكري بوصفه القائد العام للقوات المسلحة لإعداد القوات للحرب وتنظيم شئون الدفاع عن الدولة."
- مذكرات محمد عبد الغني الجمسي
No comments:
Post a Comment