لقد تركت الحرب مصر في حالة اقتصادية متردية، فقد فقدنا مصدرين من أهم مصادرنا الاقتصادية: أولهما قناة السويس والثاني آبار البترول في سيناء. وكان طبيعيا أن تنخفض السياحة لأدنى مستوى. وتضامنا معنا قررت السعودية والكويت وليبيا منح مصر ٩٥ مليون جنيه إسترليني سنويا، ولكن ربع هذه المنحة أنفق في شراء أسلحة جديدة على مدى السنوات الثلاث التالية. ومن أعماق شعورنا الديني بدأنا نعتقد أن اليهود قد انتصروا بشعورهم الديني العميق، بينما خسرنا نحن الحرب لبعدنا عن الايمان، وبناء على ذلك تزايد الانفاق على مساجدنا ٦٠٠٪، وامتلأت المساجد في ايام الجمع وكذلك الكنائس في أيام الأحاد عما كانت عليه منذ سنوات، وبدأ الرجال يرتدون الجلاليب والنساء يظهرن بالحجاب، ولعدة شهور بدأ الأقباط يرون السيدة مريم العذراء فوق كنيسة معينة، وكأنها توجه إليهم رسالة بأنها تعرف أنهم لا يستطيعون أن يروها في القدس ولذلك حضرت إليهم هي إلى القاهرة. وظهرت هذه الأخبار على الصفحة الأولى في صحيفة الأهرام، أعرق صحف القاهرة.
No comments:
Post a Comment