في كل الحالات أنا حزين

 

- ما هو الطبيعي؟
- لا أتذكر إطلاقا.
- كيف كانت هذه الأيام؟
- قلت لك لا أعلم.. عندما أتذكرها أحزن، وعندما لا أتذكرها أحزن. في كل الحالات أنا حزين. الحزن شيء نبيل لا يستوجب أي مجهود. كل المطلوب منك أن ترمي نفسك مثل خرقة بالية في ركن متسخ من أركان روحك.

أنواع المثقفين طبقا ل هشام شرابي في كتابه -مقدمات لدراسة المجتمع العربي



هشام شرابي في كتابه «مقدمات لدراسة المجتمع العربي» يستكمل ما بدأه في مساهمته الشهيرة المثقفون العرب والغرب» فيؤكد ان ما يميز المثقف هو الوعي الاجتماعي والدور الذي يمكن ان يلعبه بواسطة هذا الوعي.
ثم يقسم المثقفين الى أربع فئات:
الملتزمون الذين يتطابق لديهم الفكر والممارسة، ثم أهل القلم ممن ينشرون الوعي في الرأي العام، فالعاملون في حقل التعليم، وأخيرا المهنيون، «ولعل الفئتين الأكثر تأثيرا في حياة المجتمع هما الفئتان الأكثر تناقضا: الفئة الأولى المتميزة بالتزامها الايديولوجي
وممارستها السياسية، والفئة الرابعة المتميزة ببعدها عن الايديولوجيا والتزامها المهني»

- المثقفون والسلطة في مصر - شكري غالي

محاكمات الدجوي - محمد شوكت التوني

 



في ٥ سبتمبر ١٩٦٦ صدر الأمر باعتقالي على علبة سجائر بإمضاء عبد الحكيم عامر وبأمر عبد الناصر وألقي بي وأنا في عيد ميلادي السابع والخمسين في ليمان أبي زعبل.

-محاكمات الدجوي - محمد شوكت التوني


المثقفون والسلطة في مصر - شكري غالي

 



من المفارقات النادرة في التاريخ - ان لم تكن مستحيلة - ان يولد المثقف (الحديث)، في مصر من خضم العلاقة المعقدة بين عسكري أجنبي ظل أميًا حتى الأربعين من عمره هو محمد على (١٧٦٩ - ١٨٤٩) ونقيب اشراف مصري تعلم قليلا في الأزهر ولم يؤلف كتابا واحدا ولم يشتغل بالفكر أو الكتابة هو السيد عمر مكرم (۱۷٥۰ أو ۱۷٥٥ - ۱۸۲۲). ويروى عن القنصل الروسي دوهاميل «ان مصر حين وليها محمد على لم يكن بها أكثر من مائتين يعرفون القراءة والكتابة.

-المثقفون والسلطة في مصر - شكري غالي

الفرق بين خطأ العقل والقلب في رأي دوستويفسكي


إن أخطاء وارتباكات العقل تختفي أسرع وبصورة أكمل من أخطاء القلب. فالأولى لا يتم التغلب عليها عن طريق المجادلة وتقديم البراهين بقدر ما يتم ذلك عن طريق المنطق العنيد للأحداث في الحياة الواقعية، التي غالباً ما توحي بالمخرج الضروري والصحيح وتشير إلى الطريق المستقيم، إن لم يكن في اللحظة التي تظهر فيها، فعلى الأقل سريعا حقاً ... لكن أخطاء القلب أمر مختلف. إن خطأ القلب شيء خطير جداً: إنه روح شرير يغيم الرؤية ويحيل الناس إلى عُمي، عُمي إلى حدّ أنهم يصبحون في غير متناول العلاج، حتى عندما تشير الوقائع التي بين أيديهم بوضوح إلى الطريق المستقيم. إنه يشوه الوقائع لتلائم غايته ويجعلها مشابهة لروحه المسموم»

كيف كوّن السادات الجماعات الإسلامية في الجامعات المصرية


واضفت: أذكر یا ریس انه عندما كنت طالبا بجامعة فؤاد الأول كانت الأحزاب ممثلة بين الطلبة ولها زعامات، وكان أيضاً لجماعة الإخوان مثل هذا لكن لأن المنضمين لجماعة الإخوان كانوا يؤمنون بعقيدتهم فكان يكفي أن يقف واحد ليقول بصوت عال الله أكبر ولله الحمد وفى ثانية تجد حوله الآلاف كأن الأرض انشقت وأخرجتهم من بطنها ويختفى في لحظة وجود الأحزاب الأخرى.

وما أن قلت ذلك للرئيس حتى سألني بذكائه المعهود: ماذا تقصد؟ ! » قلت له: «في الحقيقة يا ريس أقصد عودة جماعة الإخوان المسلمين. قلت له ذلك بشكل مباشر وأضفت: أن ذلك من مصلحتك ومصلحة النظام لأنه لا أحد يستطيع أن يتصدى لهذا الكلام إلا ناس عندها عقيدة، فأطرق الرجل يفكر قليلا ثم فوجئت به يقول: وأنا موافق لكن بشروط» سألته: ما هي، قال: «أن يعودوا بمسمى آخر غير الإخوان المسلمين وشرطي الثاني ألا يدخل التنظيم الجديد أحدا ممن كان في الجهاز السري فقلت له: نعم الرأى .. هل أتكلم معاهم يا ريس في هذا الموضوع ؟، قال: «آه.. تكلم».

وفوجئت برفض عمر التلمساني عندما أخبرته وكانت حجته أن تنظيم الإخوان تنظيم عالمي وهو (أعي التلمساني) لا يملك أن يوافق على تغيير الاسم وقال مرشد الإخوان أيضا: " أنور السادات يريد أن يستغلنا." وحاولت مع التلمساني لكنه تمسك برفضه وشكرني للمساعي التي قمت بها.

في اليوم التالي قابلت الرئيس وقلت له: أنا غيرت رأيي يا ريس» فقال: «خيراً» قلت له: «بدلا من تغيير اسم الإخوان وخلافه أنا باقترح نشكل جماعات إسلامية في الجامعة»..
فسألني: ومن الذي يقوم بذلك؟! فأجبته: «إذا ما وافقت على الفكرة أنا على استعداد لتنفيذها فقال: «وأنا موافق».


- محمد عثمان اسماعيل يتذكر - الوزير الذي كلفه السادات بتشكيل الجماعات الإسلامية 

سبب تقدم الأمم في أوروبا: المرأة والمطر

 


لقد كتب مرة في كتاب (حياتي) الذي أودعه سيرته الذاتية، وهو يصف شعوره وخواطره لدى رؤيته أوروبا لأول مرة أن الفضل الأكبر في تقدم الأمم الأوروبية يعود إلى أمرين: رقى مركز المرأة والمطر: «فالمرأة هي التي تربى الأمة وهي التي تعود أبناءها النظام والأخلاق، والمطر هو الذي يهيئ الطبيعة ويصوغها صياغة جميلة، حتى لو قلت إن مقياس رقى الأم التي شاهدتها هو درجة المرأة في الرقى وانهيار الأمطار في أوقات مختلفة لم أكن بعيدا عن الصواب.

جلال أمين - ماذا حدث للمصريين؟ ١٩٩٨

رأي الشيخ الشعراوي في ثورة يوليو


وقال الشيخ الشعراوي: عندما جاءت ثورة يوليو ١٩٥٢ فهمنا أول الأمر أن الثورة قامت لتأتي بالنحاس باشا إلى الحكم هكذا توهمنا. وقد سعدنا بها في البدايسة .. وأخذتنا شعاراتها التي تنادى بحياة حرة كريمة.. وتغنينا بها.. وأذكر أنني قلت في تحيتها:
أحييها ثورة كالنار عارمة
ومصر ما بين محبور ومرتقب
شقت توزع بالقسطاس جذوتها
فالشعب للنور والطغيان للهب

قلت ذلك. لكن الأيام سرعان ما أثبتت عكس كل الشعارات التي
ترددت.. ولم تعد الحياة حرة ولا كريمة
ولذلك فقد أضفت إلى قصيدتي السابقة في تحيتها القول:
وهكذا خلتهــــــا والله يغفر لي
وكم لمواليد هذا الدهر من عجب!

وقال الشيخ الشعراوي: لقد سأل الوفديون الرجل الطيب النحاس باشا:
ما العمل الآن؟
فقال: اتفرجوا وبس
ولم يكن الوفديون وحدهم الذين يتفرجون، وإنما كل الناس أخذوا يتفرجون على الذي جرى في مصر وامتد إلى خارج مصر... والحصاد كلنا نعرفه.. مصريا وعربيا.. والعياذ بالله من هذا الحصاد

- الشعراوي الذي لا نعرفه - سعيد أبو العنين ١٩٩٥

كان كل ضابط من ضباط الثورة يريد أن يملك .. يملك مثل الملك .. ويحكم مثل رئيس الحكومة

 


‏كان للثورة أعداء

‏وكنا نحن أشدهم خطورة.

‏كان كل ضابط من ضباط الثورة يريد أن يملك .. يملك مثل الملك .. ويحكم مثل رئيس الحكومة.

‏لذلك فهم كانوا يسمون الوزراء بالسعاة … أو الطراطير .. أو بالمحضرين!

‏وكان زملاؤهم الضباط يقولون عنهم:

‏طردنا ملكاً وجئنا بثلاثة عشر ملكاً آخر!

‏هذا حدث بعد أيام قليلة من الثورة .. هذا حدث منذ أكثر من 30 سنة ..

‏وأنا اليوم أشعر أن الثورة عادت بتصرفاتها إلى عيوبها .. وأشعر أن ما كنت أنظر إليهم على أنهم أولادي، أصبحوا بعد ذلك، مثل زبانية جهنم .. ومن كنت أتصورهم ثواراً، أصبحوا أشراراً.


‏فيارب لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ..

‏ويارب لا تحاسبنا على ما نقوله، وإنما حاسبنا إن كنا لا نقول الحق.

‏لقد خرج الجيش في من الثكنات .. وانتشر في كل المصالح والوزارات المدنية .. فوقعت الكارثة التي لا نزال نعاني منها إلى الآن في مصر.


‏كان كل ضابط من ضباط القيادة يريد أن يكون قوياً .. فأصبح لكل منهم “شلة”، وكانت هذه الشلة غالباً من المنافقين الذين لم يلعبوا دوراً لا في التحضير للثورة، ولا في القيام بها .. والمنافق دائماً مثل العسل على قلب صاحب النفوذ .. لذلك فهو يحبه .. ويقربه .. ويتخلص بسبب من المخلصين الحقيقيين، الذين راحوا وراء الشمس، لأن إخلاصهم كان هما وحجراً ثقيلاً على قلوب الضباط من أصحاب الجلالة.


‏تعددت الشلل والتنظيمات داخل الجيش، وحول ضباط القيادة، وبدأ الصراع بين هذه الشلل، بعد أيام من نجاح الثورة، وحول من يومها إلى قتال يوحي بشراسة.

‏وظهرت مراكز القوى، بعد شهور قليلة، من قيام الثورة .. داخل مجلس القيادة وخارجه.

‏وما لا شك فيه أن جمال عبد الناصر كان أكبر مركز قوة داخل المجلس.


- محمد نجيب - كنت رئيسا لمصر